ابوغريب هو احد اقضية بغداد ، يعتبر من الاقضية الكبيرة مساحةٍ
ونفوساً ،ويتميز عن غيره من الاقضية في العراق بخصائص تؤهله
لكي يكون محافظة فأنه يناهز بمساحتة و نفوسه دول، مثل مملكة البحرين ..
ولمعرفة بعض التفاصيل عن القضاء التقينا بالدكتور والباحث في الشؤون
التاريخية د. عبدالحكيم الضاري
*ما هو سبب
تسمية ابوغريب بهذا الاسم ؟
ج/هناك فرضيات شاعت بين الناس حول
تسمية أبوغريب وهي جميعا مجرد مزاعم تحتمل الوجهين ومن تلك
الفرضيات انه سمي ابوغريب لأن الناس استغربوا وجوده وظهوره بتلك الطريقة ،(مجرى
ابوغريب )، ظناً منهم أنه استحدث في ذلك الوقت وعدم معرفتهم انه موجود اصلاً ثم
إندثر بتعاقب الوقت
*كيف نشأ
أبوغريب الحديث ؟
؟ ج/أن تسمية أبوغريب هي تسمية حديثة
العهد نسبياً وقد ظهر للوجود في القرن التاسع عشر الميلادي .
كان ابوغريب التابع لقضاء
الكاظمية إدارياً احد النواحي المرتبطة بالقضاء والتابعة الى محافظة بغداد ثم بعد
تطور ادارياً وتحول الى قضاء تتبع له عدة نواحي
. *ما هو وضع ابوغريب في العصور
القديمة ؟
ج/منذ أن نشأ أبوغريب كان سبب
نشوئه مرتبطاً بالمجرى المائي الذي اطلق عليه اليوم تسمية أبوغريب ، وقد ذكرت
المصادر التاريخية ان هذا المجرى اسمه (صرصر) وسبب وجوده هو الزيادة التي تحصل في
نهر الفرات فتنساب الى المجرى طبيعي وهو ( صرصر)، وقد نشأة على جانبيه تجمعات
سكنية كثيفة واصبحت مدنا عامرة تميزة بكثافة الاشجار التي فيها وخصوبة ارضها
الناتجة عن فيضانات نهر الفرات على مدى العصور .فهمناك مدينتان نشأتا على ضفاف
(صرصر) هما صرصر الكبرى وصرصر الصغرى . وكان بينمها جسر يربط ضفتي المجرى المائي
(صرصر) .. في عهد
الدولة الكيشية اتخذ تلك الدولة الملك كوريكالزو شمال شرق .أبوغريب عاصمة لدولته وأنشأ هناك زقورة سُميت بأسمه (زقورة
كوريكالزو) ، ثم بعد ان سقطت الدولة الكيشية سيطر العيلاميون عاصمتها و
أتخذوها مقراً لهم .وسميت حينذاك (عقرقوف). كما أتخذ الملك نبوخذ نصر أبوغريب
وتحديداً عقرقوف سداً بوجه غارات العيلاميون على بابل . فجعل منطقة عقرقوف التي تقع فيها الزقورة بحيرة عازله بين بابل ونهر دجلة ،وقد
زودت هذه البحيرة بالمياه من نهر الفرات عن طريق أبوغريب او كما كان يطلق عليه
قديما (صرصر)
. *ما هي
التركيبة المجتمعية لأبوغريب واهم مميزاتها ؟
ج/ تتكون أبوغريب من تجمع عدد من القبائل العربية التي نزحت من الجزيرة
العربية على فترات واهم تلك
القبائل هي (زوبع ، وبني تميم والبوعامر و
زبيد وبني سعد ) وغيرها من القبائل العراقية .وقد تطور هذا الوجود للقبائل التي
هاجرة قبائل اخرى من داخل العراق الى أبوغريب بعد تطورها
حضارياً و أقتصادياً فأصبح ابوغريب مجمتعاً مصغراً للعراق سوء على المستوى القبائل أو العوائل والقوميات او المذاهب و حتى الاديان .. كما نجد فيها قبائل وعشائر وعوائل من جميع
مناطق العراق . كما نجد فيها قبائل شيعية واخرى سنية . والكرد والمسيحين والصابئة
وخير مثال على ذلك وجود ثلاث مقابر لثلاث ديانات .(مقبرة الكرخ الخاصة بالمسلمين ، ومقبرة خاصة بالصابئة
.واخرى خاصة للمسيحين
*نظرة عامة عن الحياة الاقتصادية في أبوغريب ؟
ج/لا شك ان
ابوغريب هي منطقة زراعية لا سيما اذا عرفنا أن 80% من ارضها هي أرض زراعية .لذلك
اهتمت الدولة بهذا الجانب فأقامت المرافق التي تخدم الزراعة .من تلك المرافق كلية
الزراعة .كلية البيطرى ومعهداً زراعياً ومعهد للارشاد و التثقيف الزراعي
.كما أقامت فيها المراكز البحثية وفحص وتخزين البذور والمختبرات . وأقامت مصانع الالبان وتجفيف الحليب ،أضافة الى المعامل
الخاصة بهذا الجانب ومن اشهر تلك المعامل (معمل حليب بلادي
) ولها تطور في مجالات أخرى
كالصناعة والتجارة لوجود طرق موصلات حيث تمر فيها آهم خطوط الموصلات
التي تربط العراق بدول الجوار . ويمر فيها خطين
للموصلات القديم والسريع .اضافه سكة قطار . وبعد تطور أبوغريب أقميت فيها المصانع
الثقيلة مثل (المصنع العراقي ) ومصنع
للانتاج الحربي مثل مصنع (الرضوان) وغيره من
المصانع .كذلك ازدهرت التجارة فيه نتيجة وجود خطوط الموصلات .فكانت فيه اهم مخازن
ورزاة التجارة وغيرها من الوزارات . اضافه الى وجود اسواق الجملة للمواد الزراعية والتي تسمى (علاوي) . اضافه الى اسواق جملة للمواد الغذائية المتنوعة المتسوردة
من خارج العراق
*ما هي اهم
المعالم التاريخية والحضارية في ابوغريب ؟ ج/لاشك أن زقورة عقرقوف هي اهم معالم
أبوغريب التاريخية وهي ثاني اهم زقورة في العالم
.كذلك خان ضاري الذي شهد مقتل القائد الانكليزي
(لجمن) اضافه الى سجن ابوغريب الشهير . والذي برز ذكره الى الوجود بعد احتلال
العراق والانتهكات الكبيرة التي حصلت فيه
من جنود الاحتلال ضد العراقيين كما توجد في أبوغريب العديد من التلال التي سجلت في
دائرة الاثار على انها مناطق اثرية وتحتوي على الاثار . هذه هي ابوغريب بين الحاضر والماضي .. مدينة النجباء...
بكر عبدالحكيم حامد
ديانة فؤاد
عباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق