آخر الأخبار

2017/02/22

ومن الحب ما بنى وعمل...

بقلم :سندس احمد محمد

قيل في الحب والهوى الكثير من الكلمات وقصائد الشعر والأمثلة في وصف ما يعانيه المحب من ألم ولوعة وحسرات من هجر المحبوب.وقد ملئت رحاب الأرض بالكثير من القصص والأساطير التي قد يظن البعض انها بعيدة عن الواقع بعد مرور اجيال بعد اجيال عليها وبعد غياب الشهود لوقائع حدثت عن محبين فرق الزمان بينهم .
ويقال (من الحب ما قتل)
ومن بيروت في مكان يسمى بيت الدين في شويفات تبدأ احداث قصتنا حيث الجمال والشجر بين الوديان والبحر قصة عاشق فنى عمره في حب فتاة لم يستطع حبهما ان يتوج بالزواج .
)قصر موسى)
مكان على سطح جبل في بيروت منحوت من الصخر بجمال تشخص له الأبصار بين زوايا القصر وممراته والغرف وابوابها المنحوتة بنقوش جميلة تعود بنا الى قصور الملوك لما فيها من الفن المعماري والتشكيلي ولا يصدق الرائي انها من صنع فردي .
       وقصر موسى لصاحبه موسى هو اسم لشخص كان يصفه احد معلميه بالفشل حين يراه يرسم على الورق وهذا الشاب احب فتاة وهو لا يملك شئ سوى قلبه ليقدمه لها حيث كان فقيرا ويسكن في بيت من الطين وهي تفوقه مالأ ونسبا ولكنها لم تستطع الوقوف امام جبروت ابيها الذي رفض طلبه في الزواج منها . ومر الزمان وقلبه المنهك المتعب لم يذق طعم النوم ولا الطعام فقد اراد اباها قصرا وهو لا يملكه فقرر في يوم ان يكون له الأمل في بناء قصرا لحبيبته واقسم بتحدي وأصرار ان يجعل اباها يركع عند دخوله القصر .  وأختار مكان على سفح جبل وبدا بنحت الصخر وجمعها  واستمر ايام واسابيع وشهور حتى صارت سنين ويؤمل النفس سيكتمل قصري وسيكون شاهدا على قلبي الذي احبها بصدق وأخلاص .
 
        وسمع خبر زواج حبيبته ولم يزده ولم يزده الا عزيمة للوصول الى مبتغاه في النحت وأنجاز ما بدأ به وكان هذا الفن من أجمل وأغلى ما يمتلكه هذا الشاب وكان يستخدم الأدوات البسيطة من المعول والمطرقة وبجهد شاق ومضني . ومرت اعوام عديدة قال البعض عشرا وقال اخرون استمرانجازه ليصبح جاهزا للزوار قرابة اربعين عام وقد جذب الكثير من الزوار من الملوك والروؤساء الذين قدموا الهدايا لكون متحفا للحياة في القرن التاسع عشر يضم تماثيل لأناس وطريقة عيشهم والمهن التي كانو يمتهنوها وعازف للناي وبصوت جبلي جميل اغان عل صوت الطرق القديمة في طحن القهوة . 

ولا يسعني سوى ان التمس جمال المعاناة في الأبداع من خلال انجاز مثل هذا العمل فالحب والفراق عطره في ارجاء المكان فيتحول الى بناء راقي من لوعة التحدي .فالأنسان بأستطاعته ان يبدع من قلب المعاناة ومازال هذا المسن المعماري موسى يجلس امام القصر وهو يحدث الزوار ويجيب عن اسألتهم ليكون المثل (ومن الحب ما بنى وعمل)
                                                               
                                                  
      










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق