آخر الأخبار

2017/01/26

كتاب أرض الاله..



- رأي -

أرض الإله " أتعرف يامردخاي لقد بنيت تلك المناره في عشرين عاماً ، أرتفعنا بها لعنان السماء حتى يراها السلوقيون من شرفات منازلهم لكن لازلت لاافهم كيف يصعد الذباب في طرفه عين الى قمتيها " عن دار الشرق صدر حديثاً رواية أرض الإله للكاتب المصري أحمد مراد ، يعد هذا الاصدار الخامس للكاتب بعد صدور اربع روايات له أهمها ڤيرتيجو والفيل الازرق . أرض الإله رواية تدور في سنة ٢٥٠ قبل الميلاد حيث يتناول الكاتب فيها ثلاثة أزمنه قديمة مختلفة ومتعددة الاحداث .. أراد الكاتب من خلالها الخوض في مغامرة مدهشة في التاريخ المصري السري القديم ، حيث تحمل هذه الرواية سر قديم لانعرفه نحن القراء عن مصر من خلال قصة كاهن يُقيم في المعبد المصري والذي يقوم بترجمة نصوص برديات قديمة تحكي قصة النبي موسى التي قام بتحريفها اليهود ، تبدأ المغامرة عند أغتيال الكاهن العظيم على يد مردخاي..من هنا تبدأ الاحداث التي تتداخل في ما بعضها على شكل درامي منتُظم بشكل جميل في أسلوب فني متطور وبلغة كاملة خالية من الشوائب ، يُحاول الكاتب من خلالها أدراج شخصيات في الرواية تجمع بين الشخصية المصرية واليهودية والاسكندرية وهم الفئات التي كانت تسكن أرض مصر القديمة في تلك الحقبة من الزمن ، هنا يوضح الكاتب ويحاول أبراز حقيقة المصريين وأرض مصر القديمة حيث كانت أرض جيدة وخصبة وبها من التطور الحضاري ما يكفي ليبرأ ارض مصر في الوقت الراهن ، ويذكر الكاتب أن مصر لا زالت أرض الحضارة الأولى ، حيث يقوم بالكتابة عنها بعشقٍ عميق وهذا مانجده واضح جداً في أسلوب الكاتب الذي كان يكتب التاريخ المصري القديم وهو يُحاول أن يعطي الأولوية والأهمية لمصر باعتبارها أنها أرض عدد ضخم وكبير من الانبياء ولها السابقة الأولى للحضارة في العالم ، يعطي الكاتب دور البطولة للكاهن كاي، كاي تلميذ مانيتون .. الذي يدخل في صراع كامل مع اليهود لأنه يُريد أن يترجم كتاب (صفر التصحيح) لمعلمه مانيتون كتاب التصحيح هو الكتاب الوحيد الذي يحتوي على القصة الحقيقية للنبي موسى عليه السلام واليهود كانوا غير راغبين في أظهار القصة الحقيقية لذلك كانوا يسعون دائماً للحصول على الكتاب وتزييف معلوماته ، يدور الكاتب في روايته عن كشف سلسلة من الحقائق السرية للتاريخ المصري القديم من خلال جعل بطل الرواية كاي الذي يعسى طويلاً لكشف حقيقة القصة و يتصارع الكاهن كاي هنا مع شخصيات لها أدوار رئيسية في الرواية ، مثل مردخاي الذي يمثل اليهود وهو الشخصية الشريرة في القصة ، وأثناء بحثه عن الحقيقة ومحاولة أثبات برائته من تهمة قتل الكاهن الأعظم الذي قام بقتله مردخاي ، يلتقي بالطبيب الأيجبتي عزيز حينها يروي له قصة وجوده في المستنقع ويتكلم له عن أبنته ناديا التي يراها أثناء احداث الرواية ويخبرها عن والدها.. يدخل الكاتب في نطاق ديني كثَر له المنتقديين بشكل كبير لأنه غير كثيراً في الأحداث الحقيقة لقصة النبي موسى المذكورة في القران الكريم وأنه أراد من خلال روايته فرض نظريته هو وبذلك تكون الرواية رواية سردية لا تعتمد على مصدر الهي وهو القران الكريم بها الكثير من التزييف في قصة النبي موسى الحقيقة ، كانت بداية الرواية بداية غير موفقة لأنها كانت تحتوي على نقلة مفاجئة وهذه النقلة جعلتنا ننتقل من الزمن الحديث وهو بداية الرواية التي التاريخ القديم ، تتضمن الرواية كلام سردي بكثرة وأحياناً يكون الكلام ممل بسبب الأطالة على الرغم من الأسلوب اللغوي الجيد.. لكن الكاتب أراد أن يبرز أحداث القصة بالتفصيل الممل.. دون أن يترك شيئاً تتضمن الرواية على الكثير من الأحداث والأزمات والصراعات آنذاك لذلك تجعل من يقرئها يشعر كأنه في متاهة كبيرة وعليه ربط الاحداث بصورة ذكية كي يستمر من أنهاء الرواية وهو قادر على الحصول على المعلومات الوافية والكافية من التي يحاول الكاتب أيصالها للجمهور..

زينة هاتف نصيف

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق