قبعات التخرج وهي ترتفع فوق رؤوس الخريجين لتنال امل
أحلى ويوم اجمل . وتهمس الأمهات بصوت
خافت (الله يحفظكم شباب )حين ترى سيارات الطلاب وخطوط نقلهم في الصباح وهي مزينة
بأحلى العبارات ليوم التخرج وقد تبدو حينها فرحة لا شبيه لها ولكن اين ستذهب تلك
الاحلام بعد التخرج ؟
منذ زمن ليس بالقليل والجامعات العراقية تعج بأعداد
هائلة من الخريجين في مختلف الأختصاصات بما يفوق استيعاب المؤسسات والدوائر
الحكومية وهذه البذور الطيبة لا تمتلك تلك التربة الصالحة لأنباتها وليجني الوطن
من خلالها الثمار الطيبة وفي لقاءات اجريناها مع العديد من الطلبة الخريجين كانت
ارائهم ونظرتهم واحدة في رؤية المستقبل .
زينب طالبة حدثتني حين سألتها : ماذا ينتظرك غدا فتقول
فرحة التخرج تغمرني بعد ان انتهيت من الدراسة الجامعية ولكن لابد لي ان أنتظر فرصة عمل مناسبة حتى وأن كانت لا تتناسب مع اختصاصي
المهم ان أساعد نفسي بعد أن تعب أهلي حتى أوصلوني لهذا اليوم والحمد لله وانا
ممتنة لهم وأتمنى ان ارد لهم هذا الفضل الكبير ..
وبجانبها زميل كان صامتا طول فترة حديثنا فسألته وانت
ماذا تقول :
قال أحمد :اتمنى ان أغادر العراق عسى ان اجد فرصةفي مكان
اخر فأنا اوسط أخوتي وعددنا كبير وظروف عائلتي صعبة .
فعجزت عن الرد المناسب واكتفيت بأن ادعو له بالتوفيق.
وحين مروري داخل اروقة الجامعة وجدت طالب وطالبة يبدو
عليهم الأرتباط ومشاعر الأنسجام والحب فطلبت أن أسألهم رأيهم :
رد سيف مبتسما :نحن نتمنى ان نتزوج قريبا ولكن ظروفنا
صعبة فليس بأستطاعتي توفير مكان للسكن لأني لا أملك المال الكافي ودار أهلي صغير
وأيجار وأهل حبيبتي يرفضون سكنها مع أهلي
ونحن ننتظر رحمة الله .
ابتسمت سارة وقالت انا مازلت ارفض كل من يتقدم لأهلي
ولكن لا أدري الى متى؟
سوء الأدارة وهدر الطاقات وفساد دوائر الدولة من خلال العديد
من الكوادر التي لا تصلح للعمل وتدني واقع القطاع الخاص يتسبب بكارثة اقتصادية
وأجتماعية كبيرة وما زال الفاسدين يختبؤون في اعشاش مشبوهة نصبوها ليطيروا متى ما
شاءوا في أتجاهات مختلفة تاركين خلفهم مشاريع قيد الأنشاء وشباب يتمنى الغربة
واماني لا سبيل لتحقيقها…
سندس احمد محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق