مثنى
المشهداني
ترتبط التربية الأخلاقية بتطور الإنسان، وبالتغيرات التي تحدث في
حياته، فالطفل يتعلم كيفية تطوير نفسه مع ظروف حياته تدريجيا بداية من التركز حول
الذات إلى التركز حول المجتمع، فيدرك أنه فرد يعيش مع الآخرين ويتفاعل معهم لديه حقوق
وواجبات تجاه نفسه والمجتمع ومن هنا يبدأ لالتزام الأخلاقي
وتستند التربية الأخلاقية على دعامتين أساسيتين هما التربية
العاطفية والتي تنبع من سعي التربية الأخلاقية لتثبيت قيم متعددة في النفوس مثل
التسامح والاحترام والمحبة والثقة.. او التربية الفكرية لما لها من أهمية بالغة وأساسية في التربية
الأخلاقية ولكن هذا لا يعني أن تكديس المعرفة وتخزينها في العقول تحسن أخلاق
الإنسان، أي لا نريد أن نعني بذلك أن كلما زادت المعرفة عند الإنسان ارتفعت
أخلاقياته. على الوجه الصحيح فالاخلاق الحميدة التي حثنا عليه ديننا الحنيف وردت
في العديد من المواضع في القران والسنة النبوية الشريفة عن الاخلاق فكان رسولنا
الكريم صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن
فوصف بالصادق الامين والذي اصطفاه الله على سائر الخلق ليكون رحمة للعالمين
فالاسلام هورسالة سلام الى جميع البشرية وعلينا ان نقتدي بالرحمة المهداة الى جميع
الخلائق ونتسامح ونعفوا ونصفح ونتناسى الاحقاد التي مزقت نسيج المجتمع
العراقي واضعفت قوته في مواجهة التحديات
وكما قال تعالى في محكم كتابه الكريم (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ..) ال
عمران الاية 103..
فالبناء الصحيح للانسان على الخلق ينتج عنه مجتمع قوي متماسك ومتمسكا بارضه ومدافعا عن عرضه واولى خطوات
بناء التربية الخلقية هي فهم الكبار للطفل فهما صحيحا وترسيخ مبادئ التربية
الأخلاقية في النفس، ومن هذه المبادئ تكوين العادات السليمة وتخليص الطفل بالتدريج
من غرائزه العدائية. فسوء فهم الكبار للطفل يجعله مكرهه على الطاعة والاحترام
والحب والتعاون ، فلا يكون هناك فهم لأفكاره ونفسيته واحتياجاته وغرائزه وعواطفه
وغيرها وهذا ما يؤدي إلى اختلالا في نفس الطفل يتمثل في خروجه عن السياق الذي يراه
الكبار أنه أخلاقي أو لا أخلاقي
ويعتبر التأثير الإعلامي على الطفل من أجهزة الإعلام المختلفة بالغ
الخطورة إذا انصب هذا التأثير في اتجاهات تتعارض مع ما تقدمة الأسرة أو المدرسة من
مفاهيم أخلاقية للأطفال فعلينا تنشاة جيل محافظا وحافظ للقران ومتمسكا بتعاليم
الدين ومتعايش مع كل الاديان .وما علينا سوى مراقبة ما يتابعه اليوم ابنائنا من
برامج ومسلسلات وافلام وعلى الاعلام ان يتوجه في هذه المرحلة ويسخر طاقاته نحو
البناء الصحيح للجيل من خلا التنشأة الاجتماعية الصحيحة
فواقعنا اليوم مرير ويحمل في طياته الالم
والحسرة فلا نجد ما يسمى بالجيل الواعد الذي
خرج عن الاخلاق والتقاليد واصبح متاثرا بثقافة الغرب الطارئة على المجتمع المسلم
المحافظ من خلال تقليد الفنانين في تسريحة الشعر والملابس ..فاين نحن من العادات
التي ورثناها من ابائنا ؟؟ اما آن لمجتمع عريق ان يعود الى ماضيه المشرق في ضل
التطور المزعوم باكتساب ثقافة طارئة عليه ؟؟ ومتى يستعيد ابنائه ثقتهم بالبعض
الاخرفي ضل ازمة الثقة... اما ان لليل ان ينجلي ويضيء النور بلادنا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق