حسين السلماني
حلت معلمة مكان
معلمة اخرى قد غادرت باجازة امومة ..
بدات في شرح الدرس
.. فسألت سؤالاً لطالباً من الطلاب .. ضحك جميع الطلاب
ذهلت المعلمة
واخذتها الحيرة والدهشة ... ضحكُ بلا سبب ؟؟
فأدركت من خلال
ضحك الطلاب سر الضحك .. وان الطلاب يضحكون لوقوع السؤال على طالب غبي في نظرهم ..
خرج الطلاب ونادت
المعلمة الطالب واختلت به وكتبت له بيتا
من الشعر على ورقة وناولته اياه وقالت : يجب ان تحفظ هذا البيت حفظا كحفظ اسمك ولا
تخبر احدا بذلك وفي اليوم التالي كتبت المعلمة البيت على السبورة وقامت بشرحه
مبينة فيه المعاني والبلاغة و...الخ ثم مسحت البيت وقالت للطلاب من منكم حفظ البيت
يرفع يده ...لم يرفع اي طالب يده بأستثناء ذلك الطالب رفع
يده بأستحياء وتردد ، وقالت المعلمة للطالب اجب .. اجاب الطالب بتلعثم وعلى الفور
اثنت علية المعلمة ثناءا عطرا وامرت الطلاب بالتصفيق له..
الطلاب بين مذهول
ومشدوه ومتعجب ومستغرب ... تكرر المشهد خلال اسبوع باساليب مختلفة وتكرار المدح
والاطراء من المعلمة والتصفيق الحاد من الطلاب ..بدأت نظرة الطلاب
تتغير نحو الطالب ، بدات النفسية تتغير نحو الافضل .
بدا يثق بنفسة
ويرى انه غير غبي كما كانت تصفه معلمتة السابقة .. شعر بقدرته على منافسة زملائه
بل والتفوق عليهم ، ثقته بنفسه دفعته الى الاجتهاد والمثابرة والمنافسة والاعتماد
على الذات ، اقترب موعد الاختبارات النهائية .. اجتهد . ثابر . نجح في جميع المواد
دخل المرحلة
الثانوية بثقة اكثر وهمة عالية زاد تفوقه .. حصل على معدل يؤهله للجامعة ، انهى
الجامعة بتفوق وواصل دراسته ، حصل على الماجستير والان يستعد لمواصلة الدكتوراه
قصة نجاح كتبها
الطالب بنفسه داعيا للمدرسة صاحبة بيت الشعر ان يثيبها الله خير الثواب ...
فالناس نوعان نوع
مفاتيح للخير مغاليق للشر يحفز ، يشجع ،
ياخذ بيدك ،يمنحك الامل والتفاؤل يشعر بشعور الاخرين صاحب مبدا ورسالة ...
نوع اخر مغاليق
للخير مفاتيح للشر ، مثبط ، قنوط ،ليس له مهمة سوى وضع العراقيل والعقبات امام كل
جاد.. دأبه الشكوى.. والتذمر ..والضجر.. وندب ..الحظ
الطالب كان ضحية
هذا النوع من الناس لكن عناية الله سخرت له مدرسة من النوع الاول فكتب له النجاح
في دراسته .
فما ذنب ابنائنا
اليوم وهم يعيشون في ظل واقع تعليمي يحمل في طياته المآسي والالم والحسرة في ظل
غياب المهنية في التعليم واشاعة المحسوبية وتغيير المناهج الدراسية كلها تراكمات
اثقلت كاهلنا .. فمن اين نبدا وكيف نعالج هذه المشكلة التي تفاقمت في ضوء غياب
الرقيب والضمير فابنائنا ضحية الفساد في اداء العمل بامانة فهل يعقل ان نعتمد على
التعليم في المدارس الاهلية او اعطاء الدروس الخصوصية لكي نضمن نجاح ابنائنا ..
وهل يعقل ان يدرس ابنائنا من لايمتك اي من مقومات التعليم بل مجرد مهنة يعتاش منها
, ليضمن مستقبلا امنا لعائلته وكيف يتم اختيار اناس غير كفوئين او مؤهلين لحمل هذه
الامانة ؟؟.. من المسؤول في ظل هبوط مستوى التعليم الى ادنى المستويات؟؟ فبات
اليوم من يدخل الجامعة لا يعرف القراءة والكتابة مشكلة ازلية فالتعليم بحاجة الى اعادة النظر لغرض الرقي الى
مصاف الدول المتقدمة فطلب العلم فريضة كما حثنا عليه الدين الاسلامي فبالعلم
والعمل ترتقي ىالامم فواجبنا ان نعمل لاجل نهضة بلدنا من واقعه المتردي والتعليم
هو الاساس في بناء الاوطان لان من مخرجاته الطبيب والمهندس والقاضي والفني
والاعلامي والفنان وغيرها من المهن فبناء المؤسسة التعليمية على اسس علمية بات
ضرورة لضمان نجاح العملية التعليمية برمتها واعداد ملاكات تعليمية من الطراز الاول
لنضمن اجيال المستقبل ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق