تمر
بالإنسان فتره من حياته تحيطه بخيبات الأمل التي يجد نفسه قد كبر عن عمره الحقيقي
مئات السنين فمعنى أن يكون للإنسان هدف يسعى لتحقيقه ويشغل تفكيره للوصول إليه..
وما أن يجد في طريقه العثرات التي تعيد بخطواته إلى الوراء من حيث بدء أول خطوة.
فالإنسان
عندما يكون طفلا صغيراً يحلم بان يأتيه اليوم الذي يصبح فيه كبيراً قادر على
الاعتماد على نفسه في تحقيق ما يتمنى, ولكن يصدمه الواقع عندما يكبر ويجد نفسه
يعيش في مجتمع لا يحترم قدراته ولا يعترف بأهدافه وطموحه التي قد تحقق منفعة لشخصه وللمجتمع بشكل عام .
يجد نفسه في مجتمع يحترم من كان له إمكانات من
نوع أخر وكما يقال – شطارة ومراوغة - ويصل إلى ما يريد بوسائل غير مشروعة ومحرمة
في ديننا , وقد تقوده بالنهاية لاعتلاء افضل المناصب على حساب شخص أخر كفوء قادر
على تحقيق الافضل لبلده.
ما معنى أن يصل الإنسان إلى نهاية السلم وبتفوق
لكن ليس بقدراته او كفاءته ولا لمؤهلاته, ولكن يملك تلك الاساليب الرخيصة والغير
مشروعة – كالرشاوي والتملق وغيرها- ليترك من لديه الكفاءة والمؤهلات والقدرات
متخلفاً وراءه.
وهذه
من إحدى أسباب هجرة الشباب إلى الدول الأخرى بحثاً عن مكان يحترم فيه لذاته , و يثمن قدراته وعمله. فلماذا مجتمع كالعراق بخيراته الوفيرة يهاجر
شبابه في عمر الطاقة والعطاء.. شباب قادرين بعقولهم تقديم أفضل وسائل وانجعها
للرقي والنهوض بالمجتمع... شباب لا ينقصهم سوى دعم الحكومة لأفكارهم وأهدافهم في
بناء مجتمعهم .
منذ أيام كنت اقرأ على صفحات الانترنت عن
المهندس عمر الراوي رئيس بلدية النمسا وهو عراقي الأصل عاش بالعراق ولم يجد من
يدعم قدراته حتى سافر إلى النمسا وأصبح رئيس بلدية أجمل مدن العالم آما كان أولى
لهذه الطاقة أن تستغل في العراق وغيرها من الكفاءات التي لم تجد فرصتها في بلدها
وباتت تبحث عن من يقيمها ويدعمها في بلدان أخرى فمشكلة مجتمعنا اليوم هي تطبيق مغاير ومعكوس للمقولة " الشخص
المناسب في المكان المناسب".
أتمنى
أن توضع الخطط اللازمة التي تعطي فرص أكثر للشباب في استغلال طاقاتهم في مجتمعهم
وان يتم التقييم حسب الكفاءات والمؤهلات والقدرات لا بالوسائل الغير مشروعة للوصول
بمجتمعنا إلى أرقى المراتب.
هدير
عماد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق