كتب: مصطفى طوفان
أصبح العراق أقل
سلاماً وغير آمن للأجيال الحاضرة والمقبلة حيث يمر ببيئة مليئة بالتوتر والعنف
والقيم المتدنية والمظالم وتقليل التسامح واحترام حقوق الإنسان، وقد اتخذت ثقافة
السلاح مركزا مهيمنا في معظم محافظات العراق خاصة في المحافظات الجنوبية مما يهدد
مستقبل
الشباب الذين
يستحقون حياة سلمية ونوعية أفضل للحياة، مما يحتم خلق ثقافة السلام والبيئة الحرة
للنزاعات هذا هو المجال الذي يمكن للشباب أن يلعب فيه دورا هاما وهو بالنسبة لهم
تعزيز ثقافة " التغيير" عن طريق تغيير مواقفهم تجاه الناس والتقاليد
والدين والمعتقد، وأن
يجمعوا ما بين
حماسهم وصبرهم وإدراك أهمية العيش معا وأن يكونوا مسؤولين عن الدفاع عن حدود السلم
واللاعنف.
فالمواطن العراقي بحاجة إلى السلام الحقيقي ، والسلام لا يعني
فقط انتفاء الحرب، بل يعني إتاحة الحرية الكاملة وتوفر البيئة المناسبة للناس كي
يمارسوا حياتهم اليومية العادية، وهذا هو ما يطمح الناس إليه في بلادي حتى نحقق ديمومة السلام يتطلب الأمر
إزاحة جميع الأحزاب المتنفذة في السلطة الحاكمة وتوحيد الهوية وذلك من خلال تحمل المواطن
بمسؤولية الانتماء لهذا الوطن لشعوره بالأمان والعدالة والمساواة بين افراد
المجتمع
العراقي ولا وجود
للتمييز والتفرقة وعلى الا يكون للوساطة دور في جميع مؤسسات الدولة فهي آفة لابد
من محاربتها والقضاء عليها فهي نوع من انواع الفساد ولابد من ان تنتهي.
إن بناء السلام في مرحلة ما بعد الصراع أولوية أساسية في في
مجتمعنا العراقي ، فنحن مجتمع مختلف
ومتنوع فيه
التنوع بالديانات والمذاهب والقوميات حيث من الصعوبة ان يكون هناك سلام مابعد
الصراع دون تدخل لمختصين لتوضيح واجبات وحقوق كل طرف فقد اتسمت الفترة منذ بداية الاحتلال الامريكي
حتى يومنا هذا بزيادة عدد الصراعات الداخلية التي تسببت في وفاة الآلاف من المدنيين،
وتهجير ونزوح الملايين من سكان المحافظات، حيث تجبر الأفراد أو حتى عوائل بأكملها
على التماس المأوى في بلدان أجنبية للحفاظ على حياتهم ، ولا أدل على ذلك فما يحدث
اليوم في بلادنا من صراعات قد تركت أثاراً سلبية على مستوى المجتمع من الناحية
الديمغرافية أم من ناحية التعايش بين الشعب الواحد، وقد تفاوتت أسباب النزاع
تفاوتاً كبيراً، من اشتباكات سياسية ومذهبية وقومية وغيرها من الصراعات العشائرية
التي لازالت حتى يومنا هذا.
فإن اتحدنا جميعاً تحت راية وطننا العراق وتجردنا من كافة
الهويات والانتماءات وتمسكنا بهويتنا الوطنية ، فهناك الأمل للمناطق المضطربة
المتنازعة بأن السلام يمكن بل وينبغي تحقيقه. حقاً لا أعرف لماذا نصر احياناً أن نداوي جراحنا
بصورة أو موقف، وكأننا مطالبين دائماً أن نثبت لأنفسنا وللمجتمع بأننا شعب عابر للطائفية !! نحن شعب عابر للطائفية فعلاً، وهذا لا يعني أنه لا وجود للطائفيين بيننا
ولكننا لسنا بحاجة لصور أو غيره لنثبت ذلك، بل بحاجة أن نتصرف على طبيعتنا فقط وأن
نبدأ بعيش فترة ما بعد الطائفية فعلاً، وهي التعايش السلمي من خلال احترام وجود
الآخر وتقبل آراءه ومعتقداته وعدم الإساءة له بأي شكل كان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق