كتبت : رنا خالد
ها هي سنوات دراستي
للصحافة بالجامعة العراقية ، تمر مثل الشهاب ، لتصل إلى مرحلتها النهائية ، دخلتها
في السنة الأولى محبة للصحافة ، دون إن اعرف عنها شيئا ، سوى ما كنت اقرأه من صحف
ومجلات ومتابعة جيدة لوسائل الإعلام الأخرى ، وحين ولجتُ سنتي الرابعة والأخيرة ،
عرفتُ الكثير .. الكثير عن الصحافة وواجباتها ، ودورها المجتمعي ، وكيفية تناول
الخبر وكتابة التقرير ، ومبدأ الحوار وآليات التحقيق الصحفي وغيرها من الأمور
المهنية ، وما كنتُ أصل إلى شاطئ معرفة هذا العالم ، لولا جهد أساتذتي الذين تعلمت
منهم الأطر الصحيحة للصحافة ، ومن بين الدروس التي شغلت اهتماماتي موضوع الصحافة
الاستقصائية التي أصبحت اليوم ، إحدى أهم عناوين التصدي لقضايا السياسة والمجتمع
والاقتصاد وكل مناحي الحياة .. فهي لا تعتمد على التغطية الخبرية ، فقط ، بل تسعى
الى كشف أمور خفية ، الى القراء من خلال المتابعة الميدانية ، والحرص على أن تكون
فكرة التقرير الاستقصائي واضحة من البداية ، من خلال التتبع المنطقي للحدث أو
الواقعة ، والكاتب الاستقصائي ، ينبغي ان يمتلئ بالمعلومات والبيانات الجوهرية
والأدلة والشواهد والصور التي تؤكد مصداقية ما يكتبه ، وان يشرح ويفسر ويعلق ويبحث
في الأسباب والعوامل التي تكمن وراء كتابته لتقريره الاستقصائي
..
تبهرني دوما ، وانأ
أتابع البرامج التلفزيونية ذات الطابع الاستقصائي وكذلك الصحف والمجلات التي تعتمد
( الاستقصائية ) في معالجاتها ، الأساليب الراقية ، والتناول العميق لقضايا مهمة ،
وخطيرة بطريقة تجعلنا ننشد بعمق الى ما نشاهده او نقرأه
. ان الصحافة
الاستقصائية تهدف إلى إنجاز
تقارير معمقة لتحسين الواقع اليومي للمواطنين ، وتعزز من دور الإعلام كسلطة رئيسة
في المجتمع.. كم
اتمنى ان تصبح الصحافة الاستقصائية ، هي سيدة الإعلام
في وطني .