صدر عن المكتبة
القانونية في بغداد بشارع المتنبي في مجمع المكتبة البغدادية للمحامي عبد القادر
محمد القيسي بعنوان الاستفتاء الشعبي واثره في النظام السياسي يقع الكتاب في135
صفحة من الحجم المتوسط يسعى الكاتب من خلاله الى التعريف بمعنى وقواعد الاستفتاء
وانواعه واساليبه للشعوب ,معتمدا على الكثير من المصادر السابقة المطبقة للاستفتاء
الشعبي لجميع دول العالم منذ بدايته الى يومنا هذا وذكر جميع الامثلة لتطبيق
الاستفتاء التي مرت بها الدول الغربية والشرقية .
المقدمة التي
تناولها الباحث بينت ان الدساتير التي نجحت في تأسيس دولة ديمقراطية قائمة على
مبادئ سيادة الشعب وحكم القانون هي التي
سعت الى الحفاظ على الحقوق الطبيعية للإنسان ..اذ يهدف الكتاب الى بيان نظام
الاستفتاء الشعبي من حيث مفهومه ونشأته وتمييزه وتقديره وضوابطه وسماته وخصائصه
وامتد ليشمل تطبيقات هذا النظام .
كان الفصل الاول عن
ماهية الاستفتاء الشعبي وقد قسم الى اربعة مباحث حيث تضمن المبحث الاول ,التعريف
بالاستفتاء لغة واصطلاحا ونشأتها فالاستفتاء طلب الفتوة او الرأي في مسالة من
المسائل وذكره في آيات عديدة من القرآن ,وتم عرض موضوع الاستفتاء على اطارين وهي
ان يكون الاستفتاء بهدف عرض موضوع عام على
الشعب ,وصدور رأي الشعب بالموافقة او الرفض, اما نشأة الاستفتاء فقد تناوله من
ذكره اولا في القران ممثلا بمبدأ الشورى والبيعة وموطن ولادته في العصر الحديث
سويسرا وبعدها فرنسا وتناول الاستفتاء الشعبي والديمقراطية شبه المباشرة التي تقوم
على المزج بين كل من صورة الديمقراطية
النيابية التي تقطع كل صلة لها بالشعب بعد انتخاب اعضاء البرلمان وبين الديمقراطية
المباشرة, وعن انواع الاستفتاء الشعبي من حيث
الموضوع وهي الاستفتاء الدستوري والاستفتاء التعديلي والاستفتاء التشريعي وتناول
الاستفتاء السياسي بشأن استطلاع رأي الشعب لتولي شخص منصب سياسي معين وتناول انواع
الاستفتاء من حيث وجوب اجرائه لنوعين هو
الاستفتاء الاجباري واستفتاء اختياري وتناول انواع الاستفتاء من حيث قوته الالزامية
وعلى نوعين وهي الاستفتاء الملزم والاستفتاء الاستشاري ,وتناول تمييز الاستفتاء
الشعبي من الانظمة التي تشابهه وتمييز الاستفتاء من الانتخاب والاختلاف بينه وبين
الانتخاب وتمييز الاستفتاء من البيعة لأنها تختلف كثيرا عن الاستفتاء لان البيعة عقد رضائي بين الامة والحاكم ..
اما
الفصل الثاني تناول تقدير الاستفتاء الشعبي ومقومات نجاحه في مبحثين الاول تقدير
نظام الاستفتاء الشعبي وعيوب الاستفتاء الشعبي ,ونزاهة عملية الاستفتاء بجميع
مراحله وهي مرحلة الدعاية والتصويت والاحصاء والرقابة ,وكانت الخاتمة ليتوصل الى
النتائج بان اسلوب الاستفتاء الشعبي من الاساليب الناجحة في مساهمة الشعب بشؤون الحكم والتعبير عن
الارادة الشعبية فهو بمثابة ترجمة حقيقية لرغبة افراد الشعب ولاتجاهاته بعيدا ,
ونظرا للاختلافات الفقهية حول تعريف الاستفتاء الشعبي لوحظ ان هناك وقفة لمفهوم
قانوني ضيق ولمفهوم سياسي ,وفيما يتعلق بتطبيقات نظام الاستفتاء الشعبي في الدستور
المصري الحالي لأنه فيه سبع حالات بسبع مواد تندرج حول اطارين من اطارات الاستفتاء
الدستوري والسياسي ..
اما التوصيات التي تضمنها الكتاب اوجزت "لكي تتحقق نزاهة عملية الاستفتاء بشكل وقعي
وحقيقي وتكون تحت الاشراف الكامل للسلطة القضائية" اذ وصى الكاتب بتبني المشرع العراقي مستقبلا لنظام الاستفتاء اسلوبا ,و بجعل
اعتلاء رئيس الدولة لمنصبه عن طريق الانتخابات الحرة التنافسية.
رحاب الالوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق