في
ألصباح وكالمعتاد أذهب الى مدرستي وقبل دخولي اليها أرى ذلك الوجه الشاحب الطفولي البريء يوزع
الأبتسامات وهو يراقب أقرانه يلعبون في فناء المدرسه ونظرات عيناه تصارع الحرمان ،الفتى
ذو أثنى عشر عام الواقف بعيدا والذي غالبا ما أبتسم بوجهه كل مرة القاه.
وبعد فترة شاءت الصدف ان يكون معي في نفس واسطة
النقل التي استقلها ومن خلال حديثي معه تبين انه يعاني من (ضمور في خلايا الدماغ )أذ
وقف هذا الخلل عائقاَ امامه في اكمال دراسته الابتدائية .. فأحلامه الوليدة سقطت
امامه بوادي سحيق لتتحطم بصخره الواقع وتتلاشى.
بدأ خواطر تجول في داخلي تتعلق بهموم والديه
وحزنهم وسألت نفسي وعيناي تذرف بالدموع من شدة الحزن عليه هل سيأتي يوم لا أرى ذلك
الجسد النحيل سأفتقده وسأبكي لمكانه
الخالي ووجه الطفولي وأبتسامته البريئة، فليس هناك معاهد للمعاقين وهو
واحد من عشرات الاطفال التي لا تمتد أليهم يد العون لدمجهم في المجتمع .
ومرت
الأيام ولا يزال احساس الخوف في داخلي حتى يوما فوجئت بحضوره في المركز الأمتحاني
للصف السادس الأبتدائي هنا بدات الدهشة والفرح بداخلي نعم لقد أنتصرت (الأرادة على
الأعاقه ) أمسك القلم ليرسم أحرف أسمه ....رقمه الأمتحاني ..اسم
مدرسته ....السنه الدراسيه ...سوف يدونها بنفسه وهنا تقف قساوه المرض خجوله متحطمه
ليبث الأمل في داخلي وافكار تجول في خاطري
هل سوف يكون نموذجاَ نقتدي به ، لانه هزم اليأس وصارع المرض ليقول للعالم حوله ها
انا ذا رغم أعاقتي فلا يوجد شيئاَ مستحيل ...
ايات حمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق