اولادنا ملك لنا ام امانه في اعناقنا ؟
تتباين اساليب وطرق التربية وتنشئة الابناء
بين المجتمعات المختلفة وحتى بين ابناء المجتمع الواحد وعائلاته .
فهناك من يعتبر ان اصول التربية السليمة
تأتي من فرض القيود واتباع اساليب الترهيب والاوامر الصارمة ودفع الابناء ليتبنوا بسلبية
واستسلام قيم وافكار ابائهم وتسييرهم بشكل يلغي تماما شخصياتهم بأضعافها وقتل مواطن
الابداع فيها حتى ان واجهتهم مغريات الحياة
وعثراتها ما عادوا قادرين على التصدي والصمود
فتكون استجاباتهم عشوائية ومتهورة كون ان ما تبنوه من معتقدات وقيم لم يكن عن ادراك
ووعي كامل ..
وفي الجانب الآخر من يتبع سياسة الحرية
المفرطة وترك الحبل على الغارب وارجاء الامر
حتى نضوج الطفل ويصبح قادرا على تحمل المسؤولية لان الطفولة ليست الا استمتاع
ومرح ولعب برأيهم دون اهتمام بقدراتهم الفطرية
على الاكتشاف والتعلم وان بذرة الفضول المزروعة في نفوسهم بحاجة لمن
يرعاها ويروي عطشها ..
ان التنشئة العرجاء والاوضاع التربوية الغير
متوازنة والمرتبطة بمنظومات فكرية قلقة ووصفات مستوردة يصعب معها بناء المجتمعات وتحقيق
الطموح في ارتقاء الانسان بذاته وسموه ..
وفي سيرة الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه
وسلم) الكثير من الدروس والعبر في تربية الاولاد وتنشئتهم بالشكل السليم فلحضوره عليه
الصلاة والسلام في عالم الطفولة بعدا" تربويا" عميقا" من خلال تعويد
الابناء الى الاحتكام الى مبادئ الاخلاق والحوار وفضيلة الانصات واحترام الرأي الاخر
وبث الروح الايجابية واحترام الذات مما يشعرهم
بكرامتهم ويحررهم من عوامل الخوف والتوتر ويعزز ثقتهم بأنفسهم التي بدورها تحفزهم الى
طريقة تفكير افضل وآفاقا" اوسع ..
ان نبينا الكريم صاغ بنفسه الحقيقة الاسلامية للمجتمع
الجديد من خلال بناء الشخصية الانسانية وارساء معالم التربية الشاملة لتستوعب جميع
نواحي الحياة وادماج الطفولة ضمن مخطط بناءه المتين بتعويد الابناء على الشعور بالمسؤولية والانحياز للمبادئ والقيم الذي يجب ان
ينبع من داخلهم من خلال بذر الاستقلالية التي يزرعها الاباء والامهات وجعل ابناءهم
يشعرون بمشاعرهم الخاصة ويشكلون هويتهم الذاتية التي تمكنهم من مواجهة الصعاب والنهوض
بالمجتمع نحو التقدم الازدهار..
دنيا العبيدي
دنيا العبيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق