د.وفاق حافظ
التربية
الإعلامية هي القدرة على النفاذ الى الرسائل الإعلامية وتحليلها وتقيمها وتأليفها
بأشكال متنوعة ,فالتأليف يساعد الفرد على تحليل المحتوى الذي ينتجه الاخرون
ومهارات التحليل والتقييم تفتح امامه استخدامات عديدة ومتنوعة وجديدة للأنترنت
وتطبيقاته وتعزيز النفاذ اليها , أي بمعنى هناك اربع عناصر تقوم عليها التربية
الإعلامية ( النفاذ – التحليل – التقييم – تأليف المحتوى ). فالتربية الإعلامية
هنا تساعد في تشجيع الثقافة التشاركية ونشر ما يرغب به الافراد بثقة عالية وتبعدهم
عن موقع الانتقاء والتلقي فقط وانما تضعهم في موضع المشاركة والنقد بصفته مواطناً
وليس مستهلكاً للرسائل الإعلامية .
بدأت
مفهوم التربية بالظهور والاهتمام به بفضل التطورات التكنولوجية على الصعيد الاتصالي
والمعلوماتي من جهة, والتغيرات السياسية
والثقافية على الساحة العربية بشكل خاص من جهة أخرى فوضعت ذلك المفهوم وتطبيقه في
الواجهة .
وبما
ان الافراد يتعرضون الى أنواع من التأثيرات المباشرة وغير المباشرة من خلال تعرضهم
لوسائل الاعلام المختلفة , فقد يكون لهذا التأثير
القدرة على التحكم بتأثيراتهم المعرفية والاتجاهية والعاطفية والسلوكية ...حيث
يمكن لهذا التأثير ان يتنامى بمرور الوقت عبر تشكيل وتدعيم هياكل المعرفة
والمعتقدات والعادات وتعزيزها .فالتربية الإعلامية هنا تأتي لمواجهة أو تحصين
الافراد من خطر محتمل لتحصينه او الغاء اثره السلبي الناتج بصورة طبيعية بشكل –
كلي او جزئي – عن تأثير وسائل الاتصال الجماهيرية القديمة والجديدة .
اذا
تنقسم الى منفذ , كالأهل او المعلم او
الباحثين ..والهدف ،الذي يكونون الافراد وخاصة الأطفال والمراهقين والشباب
...المعالجة ،اشكال مضمون التدخل وتعميقه ...النتيجة، والتي تمثل تغير اتجاه هؤلاء
الافراد المستهدفين كنتيجة للتدخل ...والتدخل هنا قد يكون مقيد او توجيهي او تدخل
المشاهدة المشتركة .
المشكلة التي يواجها المجتمع العراقي انقساماته الدينية ( الطائفية والمذهبية ) والسياسية المتمثلة ( الأيديولوجيات والانتماءات الحزبية ) ...والتي انعكست بشكل كبير على ما تبثه وسائله الإعلامية من فضائيات ومواقع الكترونية والوسائل الأخرى ،فكل حزب او جهة او طائفة تبث عبر وسائلها الإعلامية افكارها واجندتها وأهدافها على الساحة المحلية والإقليمية ،فضلا عن ذلك فأن ضعف التربية الإعلامية الواعية – التحليل والنقد – بين صفوف الشباب والتي تعتبر من اهم الفئات داخل المجتمع لكونه اليد البناءة والفكر الصاعد للمجتمع ،ضعيفة وبالتالي أدت الى تبني الكثير من الأفكار الخاطئة والتي حاولت تلك الوسائل الإعلامية بالتاثير عليها .فأصبحنا بحاجة ماسة الى تربية إعلامية لتلك الفئة من الناس لكي نضعهم على الطريق الصحيح والواضح في تعاملهم مع ما ينشر ويبث عبر وسائل الاعلام من خلال التحليل والنقد والمشاركة الفعالة بأسلوب ناضج وصحيح في تأليف وانتاج المضامين او المحتوى الإعلامي .
المراجع
:
اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ
الإعلامية وتحديات ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ
اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت والاتصالات
الجديدة...صونيا لفيند جستون
زرع
بذور اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ
اﻟﺮﻗﻤﯿﺔ واﻹﻋﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ
لبنان والعالم العربي :أهمية المناهج اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ
والمطورة محليا.. ﻟﺠﺎد ﻣﻠﻜﻲ
حالة التربية الاعلامية ...جيمس بوتر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق