هل
حققت الثورات العربية النجاح المرجو للأمة العربية؟
الواقع
محير للغاية لأن انتفاضة الثورات العربية تدعو الى تذكّر تاريخ المغالاة والتكفير والتطرف
الذي أصاب بعض الدول العربية والمسلمة، خصوصاً في العقدين الأخيرين. وقد نمت هذه الظاهرة
مع صعود دعاة التأسلم السياسي. ومن المثير للدهشة أن فقهاء أفتوا بأن من لا ينتخب المرشـــح
الفــلاني فقد خرج من الإسلام وجزاؤه جهنم. بل رأينا أحد الفقهاء يدعو الله أن ينصر
أنصار الرئيس فلان على خصومه السياسيين، بقوله: «وانصرنا على القوم الكافرين». وحدث
ذلك في حضرة الرئيس فلان الذي لم يعترض لينفي عن شعبه تهمة الكفر.
بعد
مقتل عثمان بن عفان (رضي الله عنه) انقسم المسلمون وقتئذ الى معسكرين كبيرين: الأول
بقيادة علي بن أبي طالب رضي الله عنه والثاني معسكر معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص
اللذين رفضا خلافة علي، إلا إذا سلّم لمعاوية من قتلوا عثمان للقصاص منهم. وبين هذين
المعسكرين كان هناك معسكر ثالث يتفرج على مجريات الأحداث، وهنا بداية زمن الفتنة التي
قال عنها الرسول (صلى الله عليه وسلم):" إن القاعد فيها خير من القائم. والقائم
فيها خير من الماشي. والماشي فيها خير من الساعي"
والانتفاضة
العربية بيان بقيمة التحولات التي مرت على البلدان العربية، ومنها نقاط محورية أدت
إلى إضعاف دور الدولة في العديد من المجالات، ومن هنا تضيع وظيفة الدولة اقتصادياً
واجتماعياً وسياسياً. أما ضحايا الانتفاضة العربية فهم قطاع عريض من أبناء الأمة، لاعتبارات
شتى، منها ضعف أجهزة الدولة وهشاشتها، وضياع مؤسساتها.
منذر
العيدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق