طبيبة :نتعاطف مع زوجات مهددات بالطلاق لتجاعيد زحفت على وجوههن
حنان الامين
بعدما ظهرت حبة تحت عيني وبعدما اخبرني طبيب الجلدية انها شامة بيضاء لا تضر ولا تنفع اقنعتني صديقتي بالذهاب الى احد مراكز التجميل , وتحدثت لي عن انجازات ذلك المركزوانواع العمليات التي يجريها وامكانياته الغير معقولة
فعلا ذهبت معها ..وعند وصولنا ادهشتني البناية من الخارج وبدا رقي المكان ,دخلنا الى قاعة كبيرة جدا وكأنها صالة لاحدى الفنادق الكبيرة وكان هناك الكثير من النساء. توجهت الى الاستعلامات وهناك سجل الموظف بياناتي وطلب مني انتظار دوري ,جلست انتظر مع صديقتي وكعادتنا نحن النساء الفضول والثرثرة ما ان تهيأت لنا الظروف لذلك , بدأت اكلم المرأة التي جلست جنبها عن مشكلتها بعد ان رأيت وجهها شبه مشوه وفيه حبوب حمراء صغيرة وكأنها مصابة بالحصبة ,فقالت لي:
انا اعاني من مشكلة نمو الشعر الخشن بوجهي خاصة في منطقة الذقن والشارب وهذه الحالة
سببت لي الكثير من المشاكل مع زوجي والكثير من الاحراج في مكان عملي والاماكن العامة فنصحوني بالمجيء لهذا المركز وفعلا اتيت وبعد اول جلسة ليزر اصبح وجهي شبه مشوه وبعد كل جلسةتخبرني الطبيبه انني بحاجة لجلسة اخرى وبعد كل جلسة اخرج بوجه اسوأ من قبل حينها جاء دورها للدخول للدكتورة وانقطع الحديث معها.
وفي ذلك الوقت جلست قبالتي شابة ملكة بالجمال تفقدتها من رأسها لاصبع قدمها لم اجد ما يُعيبها
هل اتيتي من قبل لهذه العيادة؟
ام انك جديدة ؟
قالت لي:هذه زيارتي الاولى فقد بحثت عن مراكز التجميل في العراق عبر الكوكل ووجدت هذه العيادة وسمعت عنها الكثير فقررت واتيت
سألتها :ومما تعانين ؟
اجابتني بعدما اصدرت اه حملت في طياتها الكثير من الالم
اصبت بورم خبيث في الثدي الايسر وبعدما اجرو لي استئصال اقتصوا جزء كبير منه ومن ذلك اليوم وانا اعاني من وضع نفسي لا يعلم به الا الله وقد اثرت حالتي على علاقتي بزوجي فهو يؤكد ان الامر طبيعي ولكنني اعلم انه يواسيني وانا لا احتمل نظرة الشفقة منه فقررت المجيء لهذا المركز بعدما قالواان هناك كادر متخصص لاجراء مثل هذه العمليات حزنت لاجلها وتمنيت لها التوفيق
حينها رادوتني فكرة أن أتناول ما سأراه في العمل القادم.... فأصبحت اسألتي مشروعة ولن تدرج تحت ما يسمى الثرثرة والفضول
في ذلك الوقت دخلت امرأة كبيرة ومعها شابة صغيرة فلم يكن هناك مكان جنبي الا لشخص واحد جلست البنت والسيدة الكبيرة جلست بعيد بعد ما اكتظ المكان بالمراجعات
اخرجت علبة علك من حقيبتها وعزمتني على قطعة منه...فشكرتها واغتنمتها فرصة لبداية الحديث
قلت لها الحلوة "شعدها" بمركز التجميل ؟؟؟
فأجابتني:والله مو الحلوة .جايبة العروسة للمركز
فقلت لها لم افهم
قالت وهي ترسم ابتسامة على وجهها الطفولي وتخفي خلفها الف حكاية
توفي ابي وترك لنا ثروة كبيرة واستلمت أُمي العمل بعده .....لم تحرمني ولم تحرم نفسها من اي شيء.احتوتني وانستني حرماني من أبي ..إلى أن ظهر ذلك الشاب وقلب حياتنا رأسا على عقب
اوهمها بأنه مغرم بها وأنه لا يستطيع العيش بدونها
أخبرها كل من حولنا إنه طامع بثروتها وإنه يضحك عليها إلا أنها كانت في غيبوبة لا تسمع ولا ترى غيره وعندما تشاجرت معها هددتني بطردي ورميي عند اعمامي خاصة وإن اغلب الاملاك كانت بأسمها لان ابي لا يملك سجل 57 فلا ارث لي ولا حق بما حصلت
لم يكن امامي إلا مجاراتها والعناية بها كي تعجب العريس والحبيب الذي يكبرني بكم عام واليوم نحن بصدد اجراء شد ونفخ وكل ما يرجعها كم سنة
هذه المرة جاء دوري انا للدخول إلى الطبيبة استأذنت من تلك الفتاة وتوجهت الى غرفة الكشف
وأنا في طريقي اليهاوبعد ما سمعت ما سمعت من قصص مؤلمة تركت موضوع شامتي وقررت أن اعرفها عن نفسي إنني صحفية وبصدد كتابة تحقيق عن تلك المراكز .... رحبت بي الدكتورة ودعتني للجلوس ....
سالت الدكتورة " س"بصراحة عن ماهية عملكم ومن هن النساء اللواتي يترددن على عيادتك
تقول الدكتورة...مذ خلق الله النساء لهن عقدة مع الجمال لأنها كائن جميل وأكثر مقوماته الجمال .. وخاصة الرجل الشرقي ما يبهره بالمرأة هو جمالها لهذا السبب نجد المرأة ما ان تذهب نضارتها وحيويتها وجمالها تتسارع الى أطباء التجميل وحتى التي لا تمتلك مالا يكفيها على إجراء عمليات من هكذا نوع ..لهذا اعتقد إن عملي هو إنساني وتستفيد منه شريحة النسا
تقول الدكتورة يزورني نوعان من النساء النوع الأول هن ممن يمتلكن النقود لدرجه أن الواحدة منهن مستعدة ان تعطي ((بدون وجع قلب))حتى وان كانت جميلة وملامحها لازالت بالشكل المطلوب لكنها((موضة)) كي تقص على صديقاتها من نفس الطبقة طبعا انها ذهبت للدكتورة فلانة أولمركز التجميل كذا...من باب رفد الغرور لديها
أما الطبقة الثانية وهي الطبقة التي تستحق الاهتمام فعلاً كان تكون بنت عانس فاتها قطار الزواج والأن أتو لها بعريس تخاف ان يراها ويرى أثار العمر على وجهها ويهرب على حد قولها.. او زوجة وأم لأولاد ضحيت ما ضحيت ليأتي اليوم زوجها ليقول إنكِ كبرت وأود الزواج بصغيرة وجميلة ,,,أو...أو...هؤلاء نوع من النساء نتعاطف معهن وبشدة لأنها لم تطلب الكثير فقط الإحساس بأنها لازالت أنثى مرغوبة من زوجها
شكرت الدكتورة على صراحتها وودعتها وخرجت من المركز وأنا أحمل الكثير من المشاعر المتناقضة .هنا رفض...وهنا تعاطف , وصرت على يقين اكثر من ذي قبل ... إن الجمال الحقيقي للمرأة إنما ينبع من حسن الأخلاق..والسلوك..وبقدر عملها وعطاءها ...وإن جمالها يكمن في حصاد زرعها ألا وهو الأولاد وتربيتهم التربية الصحيحة......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق