آخر الأخبار

2016/03/13

بغداد في عيون الجواهري


وأنا اقرأ كتاب للشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري الشاعر الكبير المعروف وتحديدا في الصفحة 108 الفقرة الأخيرة .. استوقفتني فقرة قرائها عدة مرات ..مرة بعد أخرى ربما قرأتها عشرة مرات بعد أن أدركت فعلاً أنه يتحدث عن بغداد ,,لم أصدق انه فعلاً كان يقصدها هي بعد أن كانت الدهشة والاستغراب تحيطني وأنا أقرا جمله يتحدث بها عن بغداد .. فرحت بل رحت أقفز فرحاً وأنا أقرأ كل حرفٍ من حروف جمله الرائعة وهو يتكلم عن الجميلة بغداد(( أجل أصبحت أعي انه كان يصفها ويصف نفسه حين رائها أول مرة بغداد كانت بالنسبة لي عالماً مجهولاً ذهبت إليها لاكتشاف هذا العالم الجديد زيارتي إليها كانت أشبه بعربي ملهوف يزور باريس أول مرة )) تمنيت في تلك اللحظة أمنية خرافية وعجيبة وتمنيها بقلبٍ وطني مجروح مع جرح بلاده تمنيت أن أكون عيناه التي رأى فيها بغداد أول مرة .. ألم أقل أمنية خرافية وعجيبة !! تمنيت أن أرى كل أزقتها وشوارعها ودور عبادتها وحتى دكاكينها الصغيرة ..
 
أدركت أننا جيل محروم من أن يرى وطنه جميل أو كما رآه الجواهري على الأقل بدوري اقول لشاعرنا الكبير ...نحن نرى بغداد كل يومٍ بانفجار وقتل وتخريب ودمار وصراخ ودماء ألم وحرمان نرها كل يومٍ تجرح وكل يومٍ تموت وحين نمشي في شوارعها الباريسية (كما وصفتها ) تخنقنا رائحة الدماء ونحن لا نعرف ما الحل ؟؟ ولا نعلم ماذا نفعل ولماذا هكذا صار الحال بها ,, ربما كلامك يا سيدي أيقظ جروحي التي كل ما استيقظت أصبرها وأقول لها غداً سيتغير الحال وغداً يأتي والذي بعده وبعده والحال لم يتغير!! ويكمل الجواهري وهو يصف بغداد (( ورغم بقائي يومين لا أكثر في بغداد بقيت أشهراً أتحدث إلى محيطي عن أكتشافتي فيها وبلا مبالغة كنت أروي القصص كما يروي كولومبس اكتشافه لأميركا .. أنا كولومبس النجفي , يروي مغامرته المزعومة في بغداد رسمت لهم صور من الأسواق الكبيرة وما تحتويه المحلات وكيف أن الغيد الحسان من بنات النصارى يمشين ســـافرات يا سبحان الله!!


زينة هاتف نصيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق