ظاهرة التسول هي ظاهرة ممتدة منذ فترات زمنية طويلة وهي خطيرة جداً فهي كالامراض المعدية استشرت في وطننا كالوباء الذي لايمكن السيطرة عليه وايقافة لانه يمارس بعدة طرق وبعدة اشكال مختلفة ومن قبل اشخاص وعصابات وسماسرة متخصصين في هذا المجال يوظفون لديهم الاطفال والنساء والشباب والرجال والمسنين وتعتبر مهنة رابحة تؤمن لهم دخل جيد يفوق راتب من يتصدق عليهم يأتيهم دون جهد او عناء مستغلين مشاعر الناس بكلام وادعية وعاهات تظهر على اجسادهم .
ومن الملاحظ في الاونة الاخيرة الارتفاع الهائل في عدد المتسولين الذين يجوبون الشوارع طالبين للنقود بطرق مختلفة واماكن مختلفة ، فمن الاماكن التي يفضلها المتسولين هي التقاطعات المرورية التي يكاد ان يكون فيها اعداد المتسولين يفوق اعداد السيارات المتوقفة في تلك التقاطعات فبمجرد توقف سيارتك عند الاشارة المرورية ستجد نفسك محاطاً بعدد من الاطفال الذين يقومون فوراً بتنظيف زجاجة سيارتك وامامك امرأة تحمل على يدها طفل وتدعي انه لم يأكل منذ ايام وبجانبك شيخ مسن يبيع المناديل الورقية ... وغيرها من فنون التسول التي تمارس في هذه التقاطعات .
وتجد بعضهم يفضل الاماكن التي تتواجد فيها عيادات طبية مستغلين ضعف وحاجة الناس الى الدعاء للشفاء من الامراض وبمثل هذه الاماكن تجد ايضاً من يبكي ويدّعي ان لديه مريض ولا يستطيع ان يشتري له الدواء الذي وصفه له الطبيب على وصفة مزورة وغيرها من الابتكارات المتجددة في هذا المجال .
وينتشر الكثير منهم على ابواب المساجد والمدارس والجامعات والاماكن الترفيهية والاماكن العامة التي يكثر فيها التسول بحجة انه لايمتلك نقود لتوصله لبيت في منطقة او محافظة بعيدة واذا عدت في يوم اخر ستجد نفس الشخص بنفس المكان ويطلب منك لنفس السبب .
والناس في هذا الموضوع ارائهم متباينة فمنهم من يتعاطف ويصدق بما يرى ويسمع ، ومنهم من لايهتم ويقول بأنها مجرد اساليب للحصول على المال ، وهو بالفعل امر محير فلا تعرف هذا المتسول اذا كان هو فعلاً يستحق المساعدة ، ام انه شخص تعود فقط ان يجلس ويطلب المال وتنهال عليه نقود الناس المتعاطفة التي قد تكون هي في حاجة لهذا المال اكثر منه وفي نهاية اليوم يجد نفسه يملك الكثير .
والسؤال هنا اين هي منظمات المجتمع المدني ودور الايتام و اين هو دور المؤسسات الحكومية في الحد من هذه الظاهرة التي لها تداعيات خطيرة على مجتمعنا ... يرجى ان تتكاثف الجهود للقضاء على هذا الوباء
هبة خالد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق