ما
زال موضوع التدخين يحظى باهتمام عالمي، وما زالت الدراسات الحديثة تؤكد أن مخاطر
التدخين على صحة الإنسان لا يمكن
حصرها ، وإن نبته التبغ تعتبر من أكثر
النباتات إثارة للنقاش والاختلاف،وقد خضعت هذه النبتة الصغيرة للكثير من الدراسات
العلمية والتحاليل المخبرية.
في أوائل القرن السادس عشر ادخل مكتشفو أمريكا عادة
التدخين إلى الحضارة الأوربية ومصطلح نيكوتين الذي يتداوله الناس عند التحدث عن
التدخين اخذ من اسم جون نيكوت سفير فرنسا في لشبونة والذي دافع عن التبغ وكان يؤكد
أن للتدخين فوائد منها إعادة الوعي وعلاج الكثير من الأمراض!!!
لم يترك الموضوع دون مقاومة فقد قام كثيرون بمعارضته
منهم (جيمس الأول) في كتابه "مقاومة التبغ" حيث اعتبر التدخين وسيلة
هدامة للصحة...أما السيجارة التي يعرفها الناس بشكلها الحالي فقد ظهرت في البرازيل
عام1870.
وينقسم الدخان الناتج عن احتراق التبغ خلال عملية
التدخين إلى قسمين:
التيار الأساسي: وهو الذي يستنشقه المدخن ، ويكون 15% من
كمية الدخان ويحتوي على مواد احترقت سريعا على درجة حرارة مرتفعة (في وجود لهب)
لذا يكون تركيزها قليلا نسبيا.
التيار الجانبي: وهو الذي ينتشر في الهواء المحيط
بالمدخن ويمثل 85% من كمية الدخان ويحتوي على مواد احترقت ببطء على درجة حرارة
منخفضة (دون وجود لهب) لذا يكون تركيزها عاليا وضررها اشد من التيار الأساسي
والتيار الجانبي هو المصدر الرئيسي للتدخين السلبي إذا يستنشق.
لا
شك أن التدخين في العصر الحديث هي أشد الأوبئة انتشارا ، وأكثرها خطورة ويؤكد
تقرير منظمة الصحة العالمية أن عدد الذين يلاقون حتفهم أو يعيشون حياة تعيسة مليئة
بالأسقام ..والأمراض المزمنة من جراء التدخين يفوقون دون ريب عدد الذين
يلاقون حتفهم نتيجة الطاعون والكوليرا والجدري والسل والجذام والتيفوئيد.
إن استخدام التبغ لا يؤدي إلى
الإضرار بالمتعاطي فحسب ، ولكن المدخن يلوث البيئة ويصيب غير المدخنين الموجودين
معه بالأضرار الصحية البالغة .
إن
التدخين يسبب أنواعا عديدة من السرطان -أهمها سرطان الرئة- لقد كان سرطان الرئة
مرضا نادرا قبل الثلاثينات حيث كان عدد الإصابات لهذا المرض في الولايات المتحدة
الأمريكية يقدر بحوالي 600 إصابة سنويا وقد ارتفع هذا الرقم في سنة 1977م إلى
حوالي 85,000 إصابة وليس هناك من شك أن أهم الأسباب التي أدت إلى هذه الزيادة
الهائلة في الإصابات هو التدخين.
وهو أهم الأسباب التي تؤدي إلى
أمراض الرئة المزمنة وغير السرطانية لان التدخين يسبب تغييرات في القصبات الهوائية
والرئة تتطور تدريجيا حتى تسبب التهاب القصبات المزمن. يبدأ هذا المرض كسعال بسيط
في الصباح لا يعيره المدخن أو حتى الطبيب اهتماما (سعلة سيجارة) ثم تتطور هذه
السعلة إلى ضيق النفس والنزلات الصدرية المتكررة والصفير عند التنفس وفي الحالات
المتقدمة يصعب على المريض القيام بأي جهد جسدي.
والتدخين يسبب تقلصا في شرايين القلب وهذا بدوره يسبب الذبحة القلبية فالأبحاث الطبية قد أظهرت بشكل غير قابل للجدل التأثير السيئ للتدخين على القلب وشرايينه. إن هذا الضرر يبدأ من تدخين السيجارة الأولى حتى ولو لم (يبلع المدخن الدخان) إذ أن مادة النيكوتين تذوب في اللعاب وتمتص بواسطة الدم وتسبب تقلصا واضحا في شرايين القلب وباقي شرايين الجسم.كما و يساعد على الصلع فإلى جانب مضار التدخين الكثيرة فقد اكتشف أن له تأثير أيضا على تساقط الشعر، فالنيكوتين يسرع بالصلع الذي يصيب الكثيرين.
ووفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية حول معدلات
التدخين والدول الأكثر تدخيناً في العالم, تأتي سوريا ولبنان في صدارة الدول
العربية الأعلى تدخيناً. حيث أن الإحصائيات تقول أن 62% من الرجال في
سوريا مدخنون وتليها لبنان عربياً في نسبة المدخنين من الذكور بنسبة 61%. والمؤسف
أن تأتي هاتان الدولتان في المركزين الخامس والسادس عالمياً ضمن أكثر الدول
تدخيناً بين الذكور بعد أفغانستان التي تأتي في المرتبة الأولى عالمياً بنسبة تصل
إلى 82% وأوكرانيا (66.8%) والصين الشعبية (66%) وجمهورية لآو الديمقراطية الشعبية
(65.8%).
هدير عماد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق