إن الأمة الجاهلة كالإنسان الأصم والأبكم والأعمى
لا تسمع مــا يقال ولا تعرف ما تقول ولا تبصر ما قد قيل، فهي بمعزل عن الدنيا
وأبنائها وبمعزل عن الحياة وأحوالها
وعن مجاري النهوض وتيارات الرقي، ترضى من الحياة بالأكل والشرب والنوم والفساد،
ومن المنزلة بالصفع والقرع والذل والهوان، ترى المصائب تنتابها والمحن تنزل
كالصواعق عليها من كل صوب وتنسب كل ذلك إلى الأقدار ...
لكن نحن اليوم نقف امام نوع جديد من الامية وهي
الامية التكنولوجيه وان مجال العلم والتكنولوجيا من اهم مجالات التنمية واسرعها
تطورا وقد اردادت اهمية تلك المجالات مع دخول العالم الالفية الثالثة واصبح العمل
والتكنولوجا موضوعا على برامج العمل العالمية فيشهد العالم اليوم ثورة معلوماتية
لم يشهد لها مثيل من قبل فالفضاء اليوم مليء بالاقمار الصناعية والكيابل الضوئية
والحزمية الناقلة للمعلومات عبر العالم وهذه المعلومات المستخدمة من قبل جميع
الهيئات الحكومية والتجارية بهدف الارتقاء بمستوى الاداء وتحقيق الارباح واختصار
الوقت ويقود هذه الثورة الحاسب الالكتروني الذي دخل عالم الانسان واثر فيه بدرجة
كبيرة جدا ..
حتى ان الحاسوب الالي والاجهزة الذكية اصبحا
يهمينان على معظم المجالات واصبح لا بد من تعلم تقنية استخدام هذه التكنولوجيا ,
ففي الوقت الذي تحاول فيه دول الوطن العربي القضاء على امية الابجدية في المقابل
تحاول دول العالم المتقدمة القضاء على الامية التكنولوجيه و الالكترونية بالاخص ..
يجب علينا أولا تعريف المعرفة أو التنور الحاسوبي حتى يتسنى لنا معرفة تعريف أمية
الحاسب ..
يعرف "جين" التنور الحاسوبي
(الكمبيوتري) في معجم مصطلحات الحاسوب
(Dictionary of Computer) بأنه (المعرفة الواسعة عن
كيفية استخدام الحاسوب في حل المشكلات وتنمية الوعي بوظائف البرمجيات والمكونات
وفهم التضمينات المجتمعية للحاسوب) وهذا لا يعني أن التنور الحاسوبي يتطلب دراسة
فنية تفصيلية دقيقة لكل ما يتعلق بتقنية الحاسوب فذلك أمر يتولاه الخبراء
والمتخصصون في هذا المجال لكنه يعني الحد الأدنى من المعرفة والمهارة في التعامل
مع تلك التقنية، وعلى النقيض .ومن ذلك نستطيع تعريف امية الحاسوب وهي عدم المعرفة
المبدئية بمهارات استخدام الحاسوب لاداء ابسط المهام.فهل حان الوقت للقضاء التام
على الامية الابجدية لنبدأ في محو الامية الالكترونية او التقنية في بلداننا
العربية بالاخص لكي نواكب التطورات التي تحدث في العالم وننشئ جيل فاهم وواعي لما
يحصل من حوله.
أحمد عماد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق