اسماء عديده اطلقت عليه حتى أستقر على هذه الأسم
الذي يعرف به الان وكلما تقدم به الزمن يرسخ اسمه في ذاكره المثقفين العراقيين .فهو
من اقدم واشهر شوارع العاصمه بغداد ويمثل منبر من منابر ثقافتها على مر العصور,
فهذا الشارع يظم بين جنباته <سوق السراي> الذي تعود بداياتها الى سوق
الوراقين في العصر العباسي ...
ويرجع تأسيس شارع المتنبي الى عام 1932 م في تلك
السنه ارتادت امانه العاصمه الى تغير الاسماء القديمه الى اسماء حضاريه تراثيه
جديده ووقع اختيار اسم شارع المتنبي تيمنا" بأسم الشاعر الكبير أبو الطيب
المتنبي.. لم يكن شارع المتنبي مختص بالكتب والمكتبات الا ان في المكتبات العصريه
التي كان صاحبها محمود صلبي قد اسسها في نهايه القرن الثالث استورد الكتب من مصر
وبلاد الشام وطبع اول اعمال القاضي محمود احمد .وايضا قام بتوزيع دواوين للرصافي
والشيبي ومحمد رضا وغيرها من المكتبات ,ومن اهم الشهر المكتبات الموجوده في سوق
المتنبي هي مكتبه (المثنى) لقاسم محمد رجب وايضا مكتبه المرحوم عبد القادر ثنيان
هو من الاوائل الذين أسس مكتبته في المتنبي عندما نقها من سوق الصفافير الى سوق
المتنبي .ومكتبه المرحوم قاسم الرجب التي تعد من المكاتب المعروفه في سوق
المتنبي.والمكتبه العربيه لصاحبها الحاج نعمان الاعظمي ,وغيرها الكثير من المكتبات
المشهوره ..
عند دخولك الشارع تجد نفسك محاط بنتاج مختلف
ثقافات الدنيا ففي هذا الشارع لا يباع ولايشترى سوى الكتب لانه يظم اقدم المكتبات
في بغداد وهي موجوده في الوقت الحاظر ويزورها مئات المثقفين والصحفيين وجميع اطياف
المجتمع وكذلك الكثير من السياح الذين
ياتون الى بغداد, حيث يرى الكثير من المثقفين سوق المتنبي هو متنفسهم الحيوي الذي
من خلاله يشعرون بوجود نبض الثقافه , ويعتبر ايضا المصباح المنير للعاصمة بغداد,
فما من ضيف زار العراق الا وكان ضيفا" عليه ..
وقد وصف الكاتب سعدون جليل بغداد بدون شارع
المنتبي (كالجسد بلا حياه) اي انه لايمكن ان يمر يوم على بغداد بدون وجود شارع
المتنبي, فهو يعد النبض الذي يسري في عروق المثقف العراقي منذ زمن بعيد من تاريخ
هذا البلد العريق.
سوق الجمعة والثقافة البغدادية :
سوق الجمعه يشكل في شارع المتنبي ظاهره في الحياه
الثقافيه البغداديه فأغلب المثقفون يجتمعون في ساحات سوق المتنبي يوم الجمعه حيث
يتجولون في مكاتبه ويقفون عند عروض هذه المكاتب وخاصه مكتبه الشطري حيث يبدء مزاد
الكتب النازله حديثا للسوق. ويتوافد اليه الناس من جميع اطياف الشعب ومن جميع
محافظات العراق ليزورو هذا المعلم المهم والاثري والتاريخي وايضا يقومو بشراء الكتب
المهمه من هذه المعلم المهم.
مأساة شارع المتنبي :
تعرض شارع المتنبي كغيره من مناطق بغداد والعراق
لعده تفجيرات خلال فتره عدم الأستقرار الامني بعد الغزو الامريكي للعراق عام2003
الا انه تعرض يوم 5مارس 2007 الى هجوم بسياره ملغمه ادى بحياه 39 مدنيا وجرح 65 اخرين
وتدمير 75 محلا ومكتبه وتدمير 7 بنايات بالكامل ...كانت هذه الحادثه من ابشع
الحوادث التي حدثت في سوق المتنبي . وعلى اثر حادثه تفجير شارع المتنبي في 2007
تشكل تحالف عالمي من 130 فنان لانشاء مجموعه اعمال فنيه عن شارع المتنبي حيث تعقد
في كل عام الخامس من مارس ندوات ثقافيه وعروض فنيه وسينمائيه في العديد من العالم
احياء لذكرى مأساه شارع المتنبي.
هاني الربيعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق