يشهد السوق العراقي موجة من حالة الركود الاقتصادي
في شراء وبيع المواد الغذائية والمنزلية
هذا الركود الذي بات يُهدد اصحاب
رؤوس الاموال فضلا عن الشريحة العريضة
التي تعمل كايدي عاملة او ساندة لهذه المهن والمصالح
تجولت في حي جميلة شرق العاصمة بغداد (ميناء تجارة
المواد الغذائية) هذا الصباح وبدت الشوارع شبه خالية إلاَّ من بعض المتسوقين هنا وهناك بدت على غير
عادتها في عام 2013 فذهبت مفتشا بين
التجار وسائلاً عن اسباب هذا الحال
تباينت الاسباب وتعددت الآراء حول اسباب هذا
الركود والتراجع في السوق العراقية بين
اصحاب المهن ,فماهي الاسباب التي
تقف وراء هذا التراجع
ألقى الكثير من التجار والمستوردين للبضائع اللوم على
الاوضاع الامنية التي يمر بها البلد منذ
الاول من يناير ولغاية اليوم في اشارة واضحة منهم الى تعرقل وصول البضائع من منافذها في شمال العراق
وغربه وتأخر إقرار الموازنة العامة لسنة2014
يقول سالم وهو احد مستوردي البضائع في حي جميلة
شرق بغداد الذي يُعد هذا الحي مركز تجارة المواد الغذائية في العراق إن الاوضاع الامنية في غرب العراق
انعكست سلبا على طريق الشاحنات القادمة من منفذ طريبيل اضافة الى خوف التجار من المغامرة بأموالهم
واستيراد المواد في وضع ضبابي" كما قال "ان تأخير الموازنة وعدم اقرارها
لها حيز وخوف المستهلكين مما ستؤول اليه الاوضاع
ويرى ابو علي وهو تاجر في نفس الحي "ان بضاعته باتت كاسدة في مخازنها الامر
الذي يدفعه الى التفكير بترك هذه المصلحة أحيانا والجلوس في داره عوضاً عن الخسائر
التي يمُني بها الشهرين الماضيين " مضيفا انه في العام الماضي لم يكن يجد تجار
التجزئة مكانا لوقوف سياراتهم ريثما يقوم العمال بتحميل البضائع على عكس الآن حيث السيارات تقف دون أيّةُ مضايقات
" ثم طرحت سؤال على الاسعار ارتفعت مما ادى الى هذا التراجع في المبيعات
مؤكدين لي ان الاسعار لم ترتفع ارتفاعا يتضح للمستهلك سوى ارتفاعا طفيفاً بسبب تغيير طرق النقل
وخطورة الطرق هي التي ادت لارتفاعها
ويقول جاسم وهو احد اكبر موردي الحلويات التركية
الى بغداد عبر منافذ إقليم كردستان (زاخو) "لم عد اعرف اي سبب لهذا التراجع
فلربما الموازنة متسائلا هل عزف الناس عن الأكل والشراء؟" كما ان الاجرة زادت
بسبب خطورة الطريق
فيما يرى (ابوسرمد) تاجر كهربائيات في حي الكرادة
خارج التي تعد مركز تجارة الكهربائيات والمواد المنزلية انهم متساوون مع باقي
التجار بمختلف انواعهم حيث ان الظروف الامنية وغلق المنفذ الغربي ,وتاخر الموازنة هما السببان
المباشران لضعف تجارتهم
تركت حي جميلة متجها الى غرب بغداد (أبو غريب )حيث
نوجد مكاتب لمستوردين طارحاً عليهم تساؤلاتي حول التراجع لعلها ارتفاع الاسعار,
ليؤكد لي مدير المبيعات فيها أحمد "ان الظرف الامني على مدى -الخط
الدولي-غربي بغداد له الدور الابرز في هذا
التراجع كونه منفذ رئيسي لتوريد المواد الاساسية والغذائية" كما قال لي ان المبيعات انخفضت لما دون النصف
عن العام الماضي
بينما يرى تجار التجزئة الذين يكونون على تماس
كبير مع المواطنين ليؤكدوا لي هم ايضا ان
احد الاسباب الرئيسية في هذا التراجع هو الظرف الامني المتذبذب في العراق وتأخر
اقرار الموازنة المالية لعام 2014 اضافة الى اتجاه المواطنين الى ادخار اموالهم
للأيام القادمة المجهولة. في ظل هذه الاسباب التي أشاروا اليها يبدو جلياً ان المتضرر الاول والاخير هم ذوي الاجور اليومية في
هذه المهن الذين باتوا يذهبون يوما الى عملهم ويمكثون آخر امتثالا لتوجيهات اصحاب المحلات التي يعملون بها ,وهم لاحول لهم ولا قوة الا الامتثال لاوامرهم
لكي يضمنوا العمل في قادم الايام في ظل غياب قوانين الضمان الاجتماعي وغياب الدعم
الحكومي لهذه الشريحة العريضة من المجتمع
وليد الكرطاني