من المشاهد المبالغة لدى بعض الناس, الخوف من الحسد
والعين، بل تتعدى لدى البعض منهم بأعتقاد كل مرض او تعب او وهن يصيب الانسان سببه
الحسد والعين ، وكم يُعلق الفاشلون إخفاقاتهم على العين والحسد، حتى ان انفصال
الازواج يعود لذلك , وكسر حاجة من حاجات البيت تعود لشخص حسدهم وقصص كثيرة اخر فلا
يخلو بيت من تعليق – سبع عيون- لاعتقادهم نفسيا بانها تطرد العين الحاسدة , ولا
تخلو جلسة نسائية من كلمات – محسودين – بخري للبيت – هاي عين وصابتكم -,حتى أدت
هذه الحالات الى اللجوء للمشعوذيين والدجالين لفك الحسد وابعاد العين عن اهل البيت
واصبحت تجارة المستفيد منها , الدجال والمشعوذ ...
وهناك الكثير من الادلة تبين أن الحسد والعين
الحاسدة موجودة ، وأنهما حق، ولكن كما يوجد الحسد والحاسدين فهناك علاج لها يمكن
اللجوء اليه والابتعاد عن البدع والخرافات البالية .ونلاحظ أعتقاد الناس في كثير من البلدان
وخاصة العربية , بالخيوط والخرز ،وخمسة وخميسة ،وحذوة الحصان،ومايسمى بالبخور وملح
الحسد وغيرها من الاعتقادات الباطلة التي لا تزيد صاحبها إلا ضعفاً وجهلاً، ولا شك
أن هذا كله من ضعف الإيمان والتوكل على الله , ومن ضعف العقيدة بقضاء الله وقدره خيره
وشره، وحلوه ومره، وأن ما أصاب المؤمن لم يكن ليخطئه ،وما أخطأه لم يكن ليصيبه ،رفعت
الأقلام وجفت الصحف.
وإذا ضعفت العقيدة الصحيحة، وقلّ العلم: انتشر الجهل والخرافات،وأصبحت
السوق رائجة للمشعوذين والمنتفعين, وبهذا نكون قد ابتعدنا عن مناجاة الله وعن سنة
نبيه الكريم محمد –ص- فالذي يشعر بضيق او مرض او وهن وتعب فليلجأ الى الله ليدعوه –
ادعوني استجب لكم – ليجعل مناجاته ليل نهار والتقرب اليه في الصلاة وقراءة القران ,
ففي قراءة القران علاج لكل داء وهذا ما اثبتته كثير من الدراسات والبحوث , فلا
يوجد بين الله عز وجل وعبدة واسطة , لكن هناك تقرب ومناجاة ودعاء وصلاة , تقربني
الى من هو المشافي والمعافي والحافظ والستار ، والله تعالى يحب أن يسمع صوت عبده ،وإلحاحه
وتضرعه،وما حك جلدَك مثلُ ظفرك، وليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة....فكفانا
نسير وراء الخرفات والبدع ,ونترك الطريق الصحيح الذي فيه الخير لنا.
إلهام حميد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق