آخر الأخبار

2014/02/25

حان وقت الاستقلال ايتها المرأة

المراة في تكوينها العقلي تساوي الرجل فليس للرجل رأس وللمراة نصف رأس ولا يأتي الفرق الا من تقيد المراة في البيت .. جمال الدين الافغاني ...والذي جعلني اتطرق لهذا الموضوع هو القصص المعتادة التي تحدث للمرأة وتؤدي بها الى الوهن والضعف لانها غير مستقلة .. فهي تعيش حياتها معتمدة على الرجل سواء أب ام زوج .. معتمدة عليه ماديا .. واجتماعيا .. ونفسيا
وسأذكر هنا قصة واقعية من حياتنا عن امرأة فقدت زوجها وكيف استسلمت لمنعطفات الحياة وكسرت لانها كانت متكأة على من يريها الطريق او كما تعتقد هي بانه يريها
سارة .. هي رمز كلاسيكي ومتكرر لهذه الظاهرة فقد كانت تعيش حياة مستقرة وتقوم برعاية اربعة اطفال مع زوجها الحبيب والذي خرج ذات يوم ولم يعد بعد ان تعرض لحادث مروري اليم . في ذلك اليوم اسدلت الستارة على حياة الزوج رحمه الله وبدأت احداث قصة مأساوية بكل ما تعني الكلمة لتلك المرأة والتي لم تكن مستعدة ابدا لمثل هذا الحدث

كانت( سارة ) معتمدة على زوجها في كل شئ ,فهو مصدر الرعاية والحنان والمال ومنظم شؤون المنزل والاولاد وعلاقات الاسرة وغير ذلك , وفجأة وجدت نفسها وحيدة حائرة , في مجتمعاتنا الاسلامية .. الامور عادة ماتسير بسير الدعم الذي تتلقاه الارملة او المطلقة من قبل اخوانها و والديها ,لكن الامور لم تكن كذلك مع( سارة ) حيث وجدت الاخوة الذين تنتظر منهم الدعم والمساندة , تركه الزوج لقمة سائغة لتحقيق الاحلام والطموحات واستولو على كل شئ ليزيدو مصاب اختهم مصيبة
لذلك قلت حان وقت الاستقلال .. كي لاتقع المرأة فريسة للمجتمع او للظروف القاسية التي لم تتوقعها ولم تكن في حسبانها يوما ما

ان تستقل عاطفيا ونفسيا
واقصد هنا ان نطور مشاعرنا بحيث نشعر بالسعادة الغامرة بوجود من نحب , وبالرضا والطمأنينة في غيابه او غضبه منا ! وبالقدرة على ان نوجد مصادر السعادة والهناء النفسي لوحدنا ومن اعماقنا ,يقول الدكتور النفسي د. ياسر عبد الكريم بكار : "الاستقلال النفسي هو ان نقوم بكل وظائفنا النفسية كالحب والبغض والامل والاهتمام وفق مبادئنا وطبيعة شخصيتنا نحن ، وليس عبر نظارة زوج او صديق" ,صحيح ان الحياة تحلو بوجود من نحب لكنها ليست بالضرورة ان تتحول الى جحيم في غيابه
انني اوقن ان الحب احد مصادر القوة الذي تجعلنا نبذل ونضحي بكل سعادة ورضا, ولكنه ان لم يصاحبه قدر من الاعتدال والثقة بالنفس قد يصل الى مرحلة من الاستبعاد يتركنا خلفه ضعفاء عاجزين جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : احب حبيبك هونا ما ,فعسى ان يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما , فعسى ان يكون حبيبك يوما ما

ان تستقل اجتماعيا
لاتكوني مجرد تابعة لاسرتك او لزوجك , ان تصادق الاسرة التي يحبون وتخاصم من يخاصمون ,حيث من الضروري ان تكون للمراة علاقات اجتماعية تخصها هي
من صداقات ومعارف .. فلا الاسرة ستدوم لها ولا حتى الزوج فحن لانعرف ظروف الحياة ... فان فقدتهم .. لن تستطيع ان تواجه المجتمع بمختلف اشكاله والوانه ان لم تكن مختلطة فيه مسبقا .. لذا عَودي نفسكِ على الانخراط في المجتمع والتفاعل مع الناس

ان تستقل ماديا
في مجتمعاتنا العربية الكثير من الاسر تمنع بناتها من مزاولة العمل حيث بمجرد ان تنهي دراستها يحين وقت الزواج ومن ثم ياتي الزوج ليمنعها عن العمل ايضا بحجة انها امرأة
لكن السؤال الذي يرد على ذهني مرارا وتكرارا ,هل فكر الزوج وسأل نفسه , هل عائلتي على استعداد لمواجهة ظروف المعيشة في هذه الدنيا عندما امضي منها ؟ّ! لاسمح الله , لذلك من اجل مصلحتك ومستقبل اولادك ,ان تستقلي ماديا , لاننا لانعرف ما قد يحدث بعد رحيلهم كي لانقف مكتوفي الايدي ونستسلم لظروف الحياة التي لايعلمها الا الله

وفي الختام
ان بناء شخصية المرأة واثقة ومستقلة سواء اختا ام زوجة هو مكسب للزوج والاخ كما هو للمرأة تماما , ومقولة ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) لم تَقل اعتباطاً وأنما لها جذورها في هذه الحياة

أمنية رائد محمد