آخر الأخبار

2022/12/21

صورة العرب كما نقلها مونديال قطر


 بقلم: علي حسين حسن

يمكن النظر الى مونديال ٢٠٢٢م بانه فتح عربي اسلامي تاريخي ، فقد خطف حفل الافتتاح المونديالي القطري في ملعب استاد البيت  انظار العام في يوم الاحد ٢٠ نوفمبر.

إذ ركز حفل الافتتاح على التقارب بين الشعوب والتغلب على الاختلافات من خلال الإنسانية والاحترام..كما تضمن الحفل تلاوة آيات قرانية وتسليط الأضواء على القيم الإسلامية والقيم الأخلاقية والثقافة العربية التي لم يكن الغرب يعرفها، واثار حفل الافتتاح تفاعل واسع في الاوساط الإعلامية في ما وصفه بعض المحررين في موقع توتير بالحفل (التاريخي)، فهو أول نسخة عربية في تاريخ البطولة العالمية، والاولى من نوعها على مستوى الوطن العربي والشرق الأوسط، إذ شهد الافتتاح العديد من الفقرات الاستعراضية والموسيقية داخل الملعب الذي يتسع نحو (60)ألف متفرج في المدرجات وجاء المونديال بفكرة الدعوة الى التعايش بين الحضارات والثقافات والديانات المختلفة واعلنت قطر بصفتها الدولة المستضيفة والمنظمة للمونديال، انها لا تمنع أحد من الحضور في الحدث العالمي، ولكن لن تقبل الممارسات الدعائية للمثليين واكدت على الإلتزام بالقيم الإسلامية واوضحت إن قطر والمجتمع القطري لن يسمح بأن يروج لهذه الفكرة    

ويشارك في مونديال قطر  (٣٢) منتخب قسمت على (8) مجموعات وتخوض 48مباراة في دور المجموعات، حيث نجحت دولة قطر بعد التنظيم الجيد   وابراز الجوانب العمرانية الاسلامية، إن تغير صورة العرب والاسلام عند الغرب  بعد إن كانوا يعتقدون إن فكره حقوق الإنسان وحقوق المرأة هي فكره غربية تتعارض مع ثقافتهم وتقاليدهم، وهذه العوامل ساعدة على نجاح قطر في استضافة كأس العالم وقدم المونديال صورة إيجابية عن قطر والعرب والاسلام .

ان ما تميزت به البطولة والنجاح الذي حققه  مونديال  قطر لم  يأت من فراغ فقد وعدت قطر العالم بأسره بتنظيم نسخة فريدة ومتميزة في بطولة كأس العالم واختتمت البطولة بتتويج الارجنتين باللقب كأس العالم للمرة الثالثة، وارتداء اللاعب الأفضل ليونيل مسي الزي العربي (البيشت) الذي منحه اياه أمير قطر  في الليلة التاريخية التي لن ينساها العالم، وستكون علامة فارقة في حياة الشعوب المحبة للسلام.



2022/11/28

الجريمة الالكترونية

 اعداد: طالبة الماستر فاطمة جعفر / كلية الاعلام الجامعة العراقية

 اولاً-الجريمة التقليدية  :

"الجريمة حدث غير مألوف ولا يتفق مع الناموس الطبيعي للحياة, ويدخل مفهوم الجريمة كل خرق للقوانين, كالقتل والخطف والاغتصاب وجرائم العرض والشرف والسرقة والاختلاس والتبديد والسب والقذف والانحراف بالسلطة واستغلال النفوذ والنصب والتحايل على القوانين"([1]).

ثانياً-الجريمة الالكترونية :

 "تشمل استخدام الحاسب كأداة لارتكاب الجريمة هذا بالاضافة الى الحالات المتعلقة بالولوج غير المصرح به لحاسب المجني عليه او بياناته وكما تمتد جريمة الحاسب لتشمل الاعتداءات المادية سواء على بطاقة الائتمان، وانتهاك ماكينات الحاسب الالي بما تتضمنه من شيكات وتحويل الحسابات المالية بطرق الكترونية وتزييف المكونات المادية والمعنوية للحاسب, بل وسرقة الحاسب في حد ذاته وأي من مكوناته"([2]).

ثالثاً- أنواع الجريمة الالكترونية كالاتي ([3]):

1- سرقات بيانات بطاقات الانتمان : من الجرائم ذات التأثيرات المختلفة سرقة بطاقات الائتمان الشخصية, والدخول على الحسابات البنكية وتعديلها وسرقة الاسرار الشخصية والعملية الموجودة بصورة الكترونية, وايضا الدخول على المواقع وقواعد البيانات وتغيير او سرقة محتوياتها. الا 2-جرائم الاضرار بالبيانات : يعتبر هذا الفرع من الجرائم الالكترونية ومن أشدها خطورة وتأثير واكثرها حدوثا وتحقيقا للخسائر للإفراد والمؤسسات, ويشمل هذا الفرع كل انشطة تعديل او محو او سرقة ، او اتلاف ، او تعطيل العمل للمعلومات وقواعد البيانات الموجودة بصورة الكترونية على الحواسيب الآلية المتصلة ، أو غير المتصلة بشبكات المعلومات او مجرد محاولة الدخول بطريقة غير مشروعة عليها.

 رابعاً- أسباب الجريمة الالكترونية:

لا شك أن مرتكبي الجريمة الإلكترونية يختلفون عن مرتكبي الجريمة التقليدية ويرجع ذلك، لاختلاف الاشخاص من حيث السن والجنس والمستوى التعليمي وغير ذلك من المؤثرات الخارجية، كما أن الأسباب أو الدوافع التي تدفعهم لارتكاب الجريمة هي أيضاً تختلف، حيث أنها العوامل المحركة للإرادة التي توجه السلوك الإجرامي كالمحبة والشفقة والبغضاء والانتقام وكسب المال، فهي القوة النفسية التي تدفع الإرادة لارتكاب الجريمة ابتغاء تحقيق غاية معينة ، ولذلك فإن الجريمة الالكترونية تختلف عن الجريمة التقليدية ، وتبعاً لذلك فأن الأسباب والدوافع التي تدفع الجناة لارتكاب الفعل غير المشروع لها تختلف عن الاسباب والعوامل التي تدفع الجناة لارتكاب الفعل غير المشروع ونذكر بعضاً من تلك الاسباب والدوافع فيما يلي ([4]):

1- الرغبة في جمع المعلومات وتعلمها. وأولئك الذين يرتكبون هذه الجرائم يقدمون عليها بغية الحصول على الجديد من المعلومات وقد أشار الأستاذ ليفي في أحد مؤلفاته الخاصة بقرصنة الأنظمة (HACKERS) إلى (أن أخلاقيات هؤلاء القراصنة ترتكز على مبدأين أساسين هما الأول: أن الدخول إلى أنظمة الحاسب الآلي يمكن أن يعلمك كيف يسير العالم ، والثاني أن جمع المعلومات يجب أن يكون غير خاضع للقيود

۲- الاستيلاء على المعلومات. الاقدام على ارتكاب هذا الجرم بواسطة تقنية المعلومات بهدف الحصول على المعلومة ذاتها والاستيلاء عليها والتصرف فيها يتمثل ذلك في الحصول على المعلومة المحفوظة في الحاسب الآلي أو المنقولة أو تغييرها أو حذفها أو إلغائها نهائياً من النظام

3- قهر النظام وإثبات التفوق على تطور وسائل التقنية. في بعض الأحيان يكون الدافع وراء ارتكاب هذه الجرائم هو قهر النظام وإثبات قدرة الجاني وتفوقه على تعقيدات وتطور وسائل التقنية الحديثة، حيث يمضي كل وقته أمام شاشات أجهزته لكسر الحواجز الامنية للأنظمة الإلكترونية واختراقها ليثبت براعته في القدرة على تحديأي تطور جديد في عالم التقنيةوالتكنولوجيا. ويرتفع مؤشر الزيادة لدى فئات صغار السن من مرتكبي هذه الجرائم

4- إلحاق الأذى بأشخاص أو جهات. كما بعض المجرمين الذين يقدمون على ارتكاب الجريمة عبر شبكة المعلومات العالمية وتقنية المعلومات بصورة عامة يتركز الدافع من ورائها على إلحاق الأذى بأشخاص محددين أو جهات معينة ، وغالبا ما تكون تلك الجرائم مباشرة تتمثل في صورة ابتزاز أو تحديد أو تشهير

٥-تحقيق أرباح ومكاسب مادية. هناك بعض الجرائم الإلكترونية التي ترتكب يكون الدافع منها تحقيق أرباح ومكاسب مادية كاستخدام شبكة الإنترنت للإعلان عن صفقات تجارية غير مشروعة كصفقات المخدرات والاتجار بالبشر

خامساً- أساليب الجريمة الاليكترونية ([5]):

1-   صناعة ونشر الفيروسات : إذ تعد هذه الجرائم الأكثر تأثيرا وانتشارا معتمدة في أكثر الأحيان على شبكة الانترنت التي أصبحت تدخل في إعمالنا وبيوتنا وحياتنا اليومية وتؤدي الى تحقيق بعض أهداف الجريمة الالكترونية كحذف المعلومات أو تعديلها أو نقلها إلى أجهزة أخرى وإحداث خسائر اقتصادية ومادية كبيرة وتعطيل الأجهزة وعمل المؤسسات بكافة أنواعها

2 - حصان طروادة : وهو البرنامج الذي يقوم على توفير مدخل للمخترقين إلى أجهزة تحتوي معلومات غير مصرح لهم بالدخول إليها ولا يتطلب استخدام هذا النوع من البرامج إلى خبرات تقنية لحقيق الهدف، ويكثر استخدام هذا الأسلوب على مواقع الانترنت بإذ يقوم المخترق بتعديل أو تغيير المعلومات الموجودة في الموقع بما يخدم هدفه.

 3- إيقاف عمل الخادمات (Serves) : من خلال إغراق أجهزة الخادمات في المؤسسات (لاسيما تلك المرتبطة في الانترنت) بعدد هائل من طلبات التشبيك مما يؤدي إلى إيقاف عملها وتحقق الخسائر التي يهدف إليها القائم بهذا العمل

4- انتحال الشخصية : وهي جريمة العصر والتي تقوم على مبدأ انتحال شخصية أخرى والقيام بممارسات وإعمال غير مشروعة او استخدام هوية الشخص الضحية لتحقيق استفادة مادية بطريقة تجعل من الصعب اكتشاف الفاعل الحقيقي

5- الابتزاز والتغرير: باستخدام أساليب عدة مما ذكر وعادة ما يكون الضحية من قليلي الخبرة او المعرفة الالكترونية أو کسب مادي او سياسي او اجتماعي معين من الأطفال او النساء وتستخدم أيضا لهذا الهدف مواقع المواعدة على الانترنت او البرامج الحوارية.

 6- تشويه السمعة : وذلك بنشر معلومات حصل عليها المجرم بطريقة غير مشروعة او معلومات مغلوطة وتهدف إلى كسب مادي او سياسي او اجتماعي معين.

7- النصب والاحتيال : كبيع السلع أو الخدمات الوهمية أو سرقة معلومات بطاقات الائتمان واستخدامها وتوفر الانترنت مجالا واسعا للقيام بهذه الإعمال إذ إن الإطار الوهمي الذي يمكن ان تغلف فيه الانترنت من يقوم بهذه العملية تسمح له بالاختفاء في إي وقت يشاء وبعد قيامه بالجريمة

سادساً -خصائص الجريمة الالكترونية ([6]): 

ا. سرعة التنفيذ: لا يتطلب تنفيذ الجريمة عبر الهاتف الوقـت الكـبـيـر، وبضغطة واحـدة على لوحة المفاتيح يمكن أن تنتقل ملايين الـدولارات مـن مـكـان إلـى آخـر. وهـذا لا يعنـي إنـهـا لا تتطلـب الإعـداد قبـل التنفيـذ أو استخدام معـدات وبرامج معينة.

2. التنفيذ عن بعد: لا تتطلب جرائم الكمبيوتر في أغلبها (إلا جرائم سرقة معدات الكمبيوتر ) وجود الفاعل في مكان الجريمة بل يمكن للفاعـل تنفيذ جريمته وهـو في دولـة بـعـيـدة كـل البـعـد عـن الفـاعـل سـواء كـان مـن خـلال الـدخول للشبكة المعنية أو اعترض عملية تحويل مالية أو سرقة معلومات هامة أو تخريب...الخ.

3. إخفاء الجريمـة: أن الـجـرائم التـي تقـع عـلـى الكمبيوتر أو بواسطته كـجـرائم (الإنترنت) جرائم مخفية، إلا انه يمكن أن تلاحظ آثارها، والتخمين بوقوعها.

٤-الجاذبية: نظرا لما يمثله سوق الكمبيوتر والإنترنت من ثروة كبيرة للمجرمين أو الأجرام المنظم، فقد غدت أكثر جذبا لاستثمار الأموال وغسلها وتوظيف الكثير منها في تطوير تقنيات وأساليب تمكن الدخول إلى الشبكات وسرقة المعلومات وبيعها أو سرقة البنوك أو اعتراض العمليات المالية وتحويل مسارها أو استخدام أرقام البطاقات...الخ.

٥-عابرة للـدول إن ربـط العـالم بـشـبـكـة مـن الاتـصـالات مـن خـلال الأقمار الصناعية والفضائيات والإنترنت جعل الانتشار الثقافي وعولمة الثقافة والجريمة أمرا ممكنا وشائعا، لا يعترف بالحـدود الإقليميـة للـدول، ولا بالمكـان، ولا بالزمـان، وأصبحت ساحتها العالم أجمع.

٦-جرائم ناعمة: تتطلب الجريمة التقليدية استخدام الأدوات والعنف أحيانا كما في جـرائم الإرهـاب والمخدرات، والسرقة والسطو المسلح إلا أن الجرائم المتصـلة بالكمبيوتر تمتاز بأنها جرائم ناعمة لا تتطلب عنفا،فنقل بيانات مـن كمبيوتر إلى أخر أو السطو الإلكتروني على أرصدة بنك ما لا يتطلب أي عنف أو تبادل إطلاق نـار مع رجال الأمن.

٧-صعوبة إثباتها تتميز جرائم الإنترنت عن الجرائم التقليدية بأنها صعبة الإثبات، وهـذا راجـع إلـى افتقـاد وجـود الآثـار التقليديـة للجريمـة، وغيـاب الـدليـل الفيزيقي(بصمات، تخریب، شواهد مادية) وسهولة محو الدليل أو تدميره فـي زمـن متناه القصر، يضاف إلى ذلك نقص خبـرة الشرطة والنظام العدلي، وعدم كفاية القوانين القائمة

سابعاً-أصناف مجرمي الإنترنت([7]):

أولا- طائفة القراصنة :

1-القراصنة الهواة Hackers: يقصد بهم الشباب المفتون بالمعلوماتية والباعث الأساسي لهذه الطائفة هو الاستمتاع باللعب والمزاح باستخدام هذه التقنية، لإثبات مهاراتهم، وقدراتهم باكتشاف، وإظهار مواطن الضعف في الأنظمة المعلوماتية، دون إلحاق أي ضرر بها، فهم لديهم الرغبة في المغامرة والتحدي والرغبة في الاكتشاف

2-القراصنة المحترفين Crackers: تعرف هذه الطائفة بالمجرمين البالغين، أو المخربين المهنيين، أو (crackers) وأعمارهم تتراوح بين 25-45 عاماً، ومن أبرز سمات وخصائص أفراد هذه الطائفة، بأنهم ذوي مكانة في المجتمع، وأنهم دائما ما يكونوا من المتخصصين في مجال التقنية الإلكترونية، أي أنهم يتمتعون بمهارات، ومعارف فنية في مجال الأنظمة الإلكترونية

ثانيا- طائفة الحاقدين :غالبا ما يطلق على هذه الطائفة المنتقمون، لأن صفة الانتقام والثأر هي ما تتميز به عن بقية الطوائف، وهي الباعث لتصرفاتهم، لأنها تنطلق ضد أصحاب العمل، والمنشآت التي كانوا يعملون بها، انتقاما من رب العمل على سوء تقديره لهم

ثالثا - طائفة المتطرفين: الفكريين ساهم الاختلاف الموجود بين الشرق والغرب أو بين الشمال والجنوب، أو بين الاشتراكيين والرأسماليين، أو حتى بين الأديان أو المذاهب المختلفة لذات الدين في إبراز هذه الطائفة، بمعنى أن تعمد كل طائفة إلى تأجج الأفكار

رابعا- طائفة المتجسيسين: لقد تحولت وسائل التجسس من الطرق التقليدية إلى طرق حديثة استخدمت فيها التقنية الحديثة خاصة مع وجود الإنترنت

خامسا- طائفة مخترقي الأنظمة: يتبادل أفراد هذه الطائفة المعلومات فيما بينهم، بغية اطلاع بعضهم على مواطن الضعف في الأنظمة المعلوماتية، وتجري عملية التبادل للمعلومات بينهم بوساطة النشرات الإعلامية الإلكترونية، مثل مجموعات الأخبار.

ثامناً-وسائل مكافحة الجريمة الإلكترونية([8]):

1- إصدار التشريعات المواكبة لتطورات الجريمة الإلكترونية وانسجام التشريعات الوطنية مع الاتفاقيات والقواعد الدولية والقوانين المقارنة ذات الصلة لتمكين أجهزة العدالة أداء دورها على النطاق الوطني والإقليمي والدولي بالصورة التي تسهم بالمكافحة الفعالة للجريمة الإلكترونية.

۲- رفع كفاءة الأجهزة التقنية المختصة برصد التهديدات والمخاطر والتبليغ بالإنذار المبكر وتزويدها بأحدث المعدات .

۳- تدريب وتأهيل الفنيين والمهندسين العاملين في مجال الأدلة الرقمية وترشيد وتطوير أدائهم.

4- تدريب وتأهيل المختصين بأجهزة العدالة الجنائية على كيفية التعامل مع اإتباع كافة وسائل التوعية الأمنية للحد من مخاطر الجريمة الإلكترونية.

ويقصد بالدور الفني إتباع اساليب المكافحة الإلكترونية للجرائم من خلال الاستخدام الأمثل للوسائل التكنولوجية والإلكترونية المتمثلة في نظم الحاسبات الآلية والاتصالات الأدلة الرقمية.



(1) شكرية كوكز السراج، مدخل الى الصحافة المتخصصة ،ط٢،(بغداد : مكتبة على الشندي،٢٠١٧)،ص٩٥.

(2) مركز هردو لدعم التعبير الرقمي ، الجريمة الالكترونية (القاهرة ،٢٠١٤)،ص٧.

(3) عبد الحليم موسى يعقوب ، الاعلام الجديد والجريمة الالكترونية ،(القاهرة : الدار العالية للنشر والتوزيع ،٢٠١٤) ص ٢١٨.

(4) مجمع البحوث والدراسات ، الجريمة الالكترونية في المجتمع الخليجي وكيفية مواجهتها ،(عمان ،٢٠١٦) ص ص ٢٧-٢٨.

(5) نادية صالح مهدي الوائلي ، الاثار الاقتصادية للجرائم الالكترونية ،( مجلة الادارة والاقتصاد ، المجلد الثالث ، العدد التاسع ) ص٢٥١.

(6) مركز هردو لدعم التعبير الرقمي ، مرجع سابق ،١٦.

(7) صغير يوسف ، الجريمة المرتكبة عبر الانترنيت ،رسالة ماجستير غير منشورة ،(  كلية الحقوق والعلوم السياسية ، جامعة مولود معمري -تيزي وزو،٢٠١٣)ص ص ٢٦-٢٧.

(8) مجمع البحوث والدراسات ، مرجع سابق ،ص٤١.

2022/10/31

الاعلام التفاعلي وتأثيره على الاسرة والطفل

 اعداد طالبة الماجستير / شذى علوان

المقدمة:

المادة الإعلامية أصبحت من أهميتها جذب الاهتمام والربح المادي وهذا ما سعت اليها المؤسسات الإعلامية ووسائل الاعلام الأخرى بما تحمله من مواد إعلامية خطره تكون على الاسرة والطفل في ضل التقدم التكنلوجي الكبير والذي بدا يشكل خطر كبير لما يسببه من ادخال قيم وعادات وتقاليد وتصرفات على المستوى وعي الطفل والخطورة الأكبر تصرفاته اتجاه من حوله في ضل الاستخدام المفرط بوسائل اللهو من تلفزيون وانترنت وهاتف محمول.

دعت الكثير من المنضمات المجتمع المدني ومراكز البحوث والدراسات التي قام بها أصحاب الاختصاص من خطورة وسائل الاعلام الجديد إذا ما تم توجيهها بالشكل المطلوب لتحقيق المنفعة المستدامة.

ان ازدياد مشاهد العنف والاستجابات العدوانية لهذه المشاهد وتقديم هذا العنف بوسائل تخفي في مضامينها البعيدة والقريبة بأثار سلبية تدفع الأطفال بتبرير ذلك بالدفاع عن النفس يشكل الخطر اتجاه تصرفات الأطفال على ذويهم.

أصبح لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة دور فعال في توجيه الكبار والصغار فكرياً وسلوكياً، وتدخلت في تربية الناشئة، فغدا لها تأثير بالغ عليهم  حتى قالوا : إن وسائل الإعلام هي الأب الثالث للأولاد لاسيما التليفزيون، واتفق الجميع على أن لهذه الوسائل جوانب إيجابية وأخرى سلبية ، فوسائل الإعلام السمعية والبصرية من إذاعة وتلفاز وصحافة وسينما وفيديو ومسرح وكتاب ومحاضرات وندوات تعتبر من الركائز الأساسية في نقل أدب الأطفال إلى جمهوره ونظراً لسهولة هذه الوسائط وانتشارها السريع في البيوت ورياض الأطفال والمدارس حات ، فإنها دخلت في إطار الوسائل التعليمية التي تساعد في تعزيز المناهج الدراسية ، بالإضافة إلى وظائفها في التثقيف الاخباري والفكري والاجتماعي ا والاقتصادي والعلمي والديني ، حيث أصبح لها ارتباط ومساس مباشر بجوانب كثيرة من حياة الإنسان في العصر الحاضر . لذلك كله أخذت تساهم في تربية الطفل، وتثقيفه، وإكسابه المهارات اللغـويـة مـن قـراءة وكتابة، وتعمل على توجيهه، وإرشاده سلوكياً واجتماعياً.

 الإعلام التفاعلي والأسرة والطفل

 لوسائل الاعلام دور كبير في التأثير على الانسان بشكل عام وعلى الطفل بشكل خاص حيث اظهرت دراسة يابانية اجريت على الاطفال وكشفت ان الاطفال الذين يستخدمون النظارات الطبية هو الاكثر تعرضا للتلفاز , كما اخذ الاثر التراكمي لمشاهدة التلفاز والذي يمتد حتى 20 سنة واظهرت لنا نتائج غاية في الخطورة من خلال وجود علاقة بين افلام العنف التلفزيوني في الستينيات وارتفاع معدل الجريمة في منتصف السبعينيات والثمانينيات , واشارت بعض التقارير الدولية ان ما بين 25- 30 % من اعمال العنف في سائر انحاء العالم سببها مشاهدة التلفاز, وفي الولايات المتحدة اكدت دراسة قام بها معهد جاك عام 1954 ان 70 % من الاباء يلقون باللوم على قصص الجريمة وبرامج العنف ويؤكدون انها وراء ظاهرة جنوح الاحداث , اما في الوطن العربي نشرت صحيفة الاهرام خبرا يقول ان الصورة الجديدة من صور تأثير الاعمال التلفزيونية تعاني منها منطقة حلوان حيث تعرضت فيها سبعة مدارس الى اعمال تخريب وحرائق خلال ساعات متأخرة من الليل وكانت هذه الاعمال بطريقة تشير الى تقليد اح الشخصيات الاجرامية التي ظهرت في التلفزيون , وفي دراسة انكليزية قام بها عدد من المعلمين بمشاهدة التلفاز بانتظام واشركوا معهم خمس الاف طفل طلبوا منهم متابعة البرامج التلفزيونية حتى يعرف المعلمون من الاطفال ما هي البرامج التي يفضلها الاطفال والتي يكرهها لكنهم وجدوا ان هناك كسل عقلي حدث عند الاطفال وقلة الحوار وحتى البحث والاستكشاف , اجريت دراسة في العام 1958- 1960 في الولايات المتحدة الامريكية ضمت عينات من الاطفال اسفرت عن ان التلفزيون يكون تأثيره مباشر من حيث اضطرارهم الى النوم في اوقات متأخرة من الليل كما ان الطفل لا يقوم بعمل ايجابي ويستسلم امام الشاشة ([1]).

ومن العوامل المؤثرة ايضا نوعية الرسالة الموجهة للطفل هل هي مشوقة او مثيرة ومن اهم العوامل المؤثرة الوقت الذي يقضيه الطفل مع وسائل الاعلام ([2]), فكلما زاد وقت التعرض زاد التأثير وهناك نوعان من التأثير , التأثير الآني وهو التأثير المباشر في نفس الطفل ويحدث عندما تكون الرسالة جديدة عليه كليا وتحوي كما كبيرا من الاثارة والتشويق , اما النوع الثاني من التأثير هو التأثير التراكمي وهو الاشهر والاعم وذو الاثر البعيد بنفس الطفل حين يتعرض لرسائل متقاربة وبشكل متدرج من خلال اكثر من صورة ودقيقة مما يؤدي الى رسوخ الرسالة في نفسه تماما خصوصا مع اثارة كثرة الرسالة وتناولها بين الاطفال انفسهم , وهكذا تتأصل الرسالة من خلال التناول الجماعي لها من قبل الاطفال ([3]).

حيث بدأ دور الاسرة ينحسر في ظل ظروف العمل العصرية , حيث خرجت الامهات الى ساحة العمل واصبحت وسائل الاعلام مصدرا للقيم بالنسبة للأطفال , ان الاسراف في التعرض لوسائل الاعلام يؤدي الى القلق والميل الى الانتقام والتشبع بقيم دخيلة والاعتقاد ان القاتل هو بطل وان المنحرفة هي جذابة وهذا ما تحدث عنه الدكتور فردريك ورتام الطبيب النفسي , ويقع على الاسرة دور كبير في استخدام وسائل الاعلام فعليهم التوضيح لأبنائهم طبيعة البرامج وتحديد اوقات للتعرض ومتابعة ما يشاهدونه فان لم تنجح الاسرة في تربية ابنائها ستتكفل وسائل الاعلام بتربيتهم على الطريقة التي تريد ([4]) .

 أهم الوسائل التي تؤثر على الاسرة والطفل :

1_ التلفزيون:

يعد التلفاز هي اول وسيلة اتصال جماهرية يبدا معها الطفل من دون وسيط ويوصف جهاز التلفزيون بانه اهم مصدر من المصادر التي يتزود منها الأطفال بالإضافة الى الاسرة والمدرسة وأشارت بعض الدراسات، ان الطفل يبدا بمشادة التلفاز عن عمر السنتين وذلك من خلال انبعاث البرق من الشاشة وفي سن الثالثة يبدأ بطلب مشاهدة التلفاز .

يشكل الأطفال الذين لم يبلغوا سن الدخول إلى المدرسة أوسع شريحة مفردة بين مشاهدي التليفزيون في أمريكا، تلك الشريحة التي تقضي أكبر عدد من الساعات في مشاهدة التليـفـزيـون بالمقارنة مع أي مجموعة عمرية أخرى وطبقا لما ورد في تقرير نيلسن لعام " 1993 Nielsen Report" يقضى أطفال المجموعة العمرية الذين هم بين سنتين وخمس سنوات (9-22) سـاعـة في المتوسط أسبوعيا في مشاهدة التليفزيون ، بينما يمضي أطفال المجموعة العمرية( 6 ـ 11) سنة  (4-20) ساعة مشاهدة ، بل ان دراسات مسحية أخرى تبين أن هناك أوقات مشاهدة اطول تصل إلى (54 ) ساعة اسبوعيا لمشاهدين لم يصلوا إلى السن المدرسية بعد ([5]).

ويؤكد علماء النفس أنه كلما ازداد عدد الحواس التي يمكن استحدامها في تلقي فكرة معينة أدى ذلك دعمها وتقويتها في ذهن المتلقي،تشير بعض نتائج البحوث إلى أن %98 من معرفتنا نتلاقها من خلال حاستي السمع والبصر وأن استيعاب الفرد يزداد بنسبة %35 عند استخدام الصورة والصوت ومدة الاحتفاظ بالمعلومات تزدات %55،يقول علماء النفس أن التلفويون في علم التربية الحديثة يأتي بعد الأم والأب مباشرة وبات من الؤكد تأثير التلفزيون على سلوكيات الأطفال طبقا لجميع الأبحاث العلمية وأن اثر التلفزيون على الأطفال أسرع واقوى من تأثيره على الكبار ([6]).

الاثار السلبية المترتبة على مشاهدة التلفاز ([7]):

أ‌-  تزید مشاهد العنف في التلفاز من احتمالات ميل الأطفال إلى السلوك العنيف ، فالمشاهد التي تتضمن العنف والتهديد واستخدام الأسلحة تؤدي إلى إثارة نفسية وعواطف الأطفال وتهيئهم لأفعال عدوانية .

ب‌- تحيط بعملية الاستجابة العدوانية لمشاهد العنف وفقا لنظرية إثارة الحوافز العدوانية عوامل عدة منها مستوى الإحباط الذي يعانيه المشاهد ، ومسوغات العدوان المقدم في المادة التلفزيونية كأن يقدم العنف بمبررات الدفاع عن النفس ، ومدى التشابه بين خبرة المشاهد والممثل الذي يؤدي دور العنف .

ت‌- تقديم العنف في التلفاز على انه أمر عادي يدفع الأطفال إلى تبرير السلوك العدواني الذي ينتهجونه ويتعلمون بعض السلوكيات العدوانية من مشاهد العنف في التلفاز

ث‌- يولد الإدمان التلفزيوني لدى الأطفال التبلد الحسي واللامبالاة العاطفية فكثرة مشاهد العنف والقتل أدت بالأطفال إلى عدم الاكتراث بآلام الآخرين ومعاناتهم لأن مشاهد العنف أصبحت مألوفة لديهم يتطلب من الوالدين تنبيه الأطفال بشكل دائم إلى عدم مشاهدة المواد والبرامج المخصصة للكبار، واختيار قنوات مخصصة للأطفال تتناسب والقيم الايجابية السائدة في المجتمع لتكون قنواتهم الخاصة بهم.

 أما الانعكاسات الإيجابية التي تنتج عن مشاهدة الأطفال للتلفاز([8]):

أ_ يزيد من ثقافة الأطفال نحو العالم والحياة المحيطة.

ب_يتعلم من خلال نسيج الحياة الاجتماعية والحياة والعلاقات بين الناس.

ج_زيادة في الحصيلة اللغوية والمفردات والمعاني.

2_ شبكات التواصل الاجتماعي:

تعد الشبكات الاجتماعية من التطبيقات السهلة التي يتمكن صغار السن من التحكم فيها بسهولة حيث أنها تحتاج إلى الحد الأدنى من المهارات وتعتبر الشبكات الاجتماعية والفيس بوك على وجه الخصوص الفضاء الأمثل لإشباع نهم الطفل حيث يبحث الطفل المراهق على وجه الخصوص عن ذاته ويحاول فرض شخصه و أسلوبه وتجد هذه النزعة سبيلها أكثر من خلال الشبكات الاجتماعية التي تساعد الفرد ليس فقط في أن يعبر عن ذاته إنما تسمح له بتقمص شخصيات إفتراضية وفق أسماء مستعارة وصور بروفايل متعددة في إطار خلق الهوية الإفتراضية للمستخدم ([9]).

 ومن أهم سلبيات المواقع التي تؤثر على الأطفال نتيجة التعرض لها ([10]) :

أ‌-     تؤثر على تربية الذوق العام فعوض ترقية الذوق يحدث العكس.

ب‌- فقدان العلاقة وخاصة الرابط الأسري فمعظم الوقت يقضيه الأطفال على شاشة الحاسوب.

ت‌- إنعدام مستوى التذكر فالتركيز وكثرة البرامج تتعب الذاكرة وتجعلها في تناقص.

ث‌- تحاول المواقع والشبكات الاجتماعية  رسم صور غير حقيقة عن العالم الآخر مما يؤثر على خبرات الأطفال وتكوين صور ذهنية غير صحيحة عن الواقع.

ج‌-  إن الالفاظ والعبارات المستخدمة تهدد لغة الأطفال حيث تزيد من اللهجات المحلية  ويرددها الأطفال.

ح‌-  زرع قيم أغلبها لا تتماشى مع ثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه مثل القيم المادية والنزعة الإستهلاكية.

خ‌-  إن المواقع سلة يرمى فيها الصالح والطالح ولعل الفوضى في تدفق المعلومات تكسب الأطفال خبرات وسلوكيات غير لائقة.

 3- العاب الفيديو وتأثيرها على الأطفال ([11]):

أصبحت الألعاب الالكترونية تشكل جزءا لا يتجزء من حياة الأطفال والمراهقين وحتى الشباب بدأت العاب الفديو قبل ثلاثين عام بسيطة تعتمد على الرسوم المتحركة الظريفة وحققت نجاح بسبب جاذبيتها وقدرتها على الترفيه وفي السنوات الأخيرة وصلت العاب الفيديو مستوى هائل من التطور التقني الذي يمزج بين التأثير البصري والصوتي والحركي والمحاكاة والتفاعل مع الحركة البشرية وتنوعت الألعاب بين الثابتة والمتحركة والسلكية والاسلكية، ومن سلبيات العاب الفيديو:

أ‌-     ضياع الوقت والجلوس لساعات ممتدة يوميا لممارسة اللعب بما يعود بالتأثير السلبي على الأداء الدراسي والعلمي.

ب‌- حدوث بعض الأثار الصحية مثل قلة الحركة والسمنة والبدانة وآثار الجلوس الخاطأ واجهاد العينين.

ت‌- حدوث بعض الآثار العقلية مثل التوتر العصبي والتشنجات.

ث‌- العزلة عن المحيط والإبتعاد عن الحياة الحقيقية.

ج‌-  التأثير السلوكي غير المحسوس ببعض الألعاب.

ح‌-  تنمية العنف والطبيعة العدوانية من خلال كثافة التفاعل واللعب بألعاب القتل حيث أن الإنتصار يكون من خلال قتل الخصم.

4- الهاتف المحمول والانترنت وتأثيرهما على الطفل

اصبت الهواتف منتشرة في جميع المجتمعات ونظرا للتقدم التكنلوجي الكبير اذ أصبح العديد من الأطفال يمتلكون هواتف المحمولة و لكن كثيراً من الأهالي بدأ يتخوفون من هذا الأمر لأنهم لا يدركون ما إذا كان امتلاك أطفالهم للجوال أمراً جيداً أم سيئاً، و الجدير بالذكر أنه سلاح ذو حدين فمثلما له ايجابيات فإن سلبياته كثيرة أيضاً و يجب معرفتها و محاولة معالجتها، وكذلك استخدام الإنترنت على نطاق واسع، ولم يترك زاوية من زوايا الحياة الإنسانية الاجتماعية إلّا واقتحمها، وسيطر عليها عبر الكثير من القيم، والسلوكيات، والأفكار، التي دخلت إلى كلِّ أفراد الأسرة لا سيّما الأطفال. وقد كثرت الدراسات والتقارير والإحصائيات التي تتناول خطر بعض أوجه استخدام الهاتف والإنترنت من قِبل الأطفال ([12]) .

الاثار السلبية للهواتف المحمولة وهي ([13]):

أ‌-  التأثير على سلوكيات الأطفال ويترتب على ذلك ادماناً بالاستخدام مما يجعلهم يعتادون على الألعاب واستخدام مختلف التطبيقات مما يؤثر على تفاعلهم الإيجابي نحو أسرته والمحيطين به.

ب‌- اهمال أداء الواجبات المدرسية فالكثير من الأطفال معتادون على استخدام الهواتف بمجرد رجوعهم الى البيت مما يجعلهم يتناسون واجباتهم المدرسية.

ت‌- تسهيل الغش في تعليم الأطفال فهو يوفر أدوات قد يستعين بها الاطفال للغش في التعليم، فمثلا من الممكن الاستعانة بالحاسبة أو أدوات البحث لحل المسائل التي من المفترض أن يقوموا بحلها بمجهودهم الشخصي، ويؤثر هذا الأمر على تعليمهم في المستقبل بشكل كبير.

ث‌- التعرض لرؤية المواقع الإباحية: غالبا ما يقع معظم الأطفال لهذه المواقع وتعتبر من أسوء الأضرار التي قد يتعرض إليها الاطفال من الممكن أن يقع في أيديهم بعض المواقع المحظورة و المواقع الاباحية و التي قد تصيبهم بصدمة نفسية شديدة و تؤثر عليهم ، كما أنها قد تغير من سلوكياتهم و تجعلهم غير مستقرين.

ج‌- رفع مستوى القلق والاكتئاب والتفكير نتيجة لمراقبة الهواتف باستمرار في رد فعل منه لانتظار رسائل او ردود الأصدقاء، مما يصيبهم القلق والاكتئاب.

ح‌- احداث تلف في خلايا المخ واحتمالية الاصابة بالسرطان نتيجة الاكثار من استخدام الهاتف المحمول وكنتيجة تعرضه للموجات اللاسلكية بشكل مستمر وقد اوصت العديد من الأبحاث والمنظمات وكمنظمة الصحة العالمية بذلك.

خ‌- زيادة احتمال فقدان السمع اذ يعمل التعرض بشكل مستمر للأشعة المتولدة من الهاتف إلى الإصابة بضعف في الأذن الداخلية ويحدث هذا الأمر بعد التعرض لفترة طويلة إلى هذه الموجات بما يزيد عن ساعة يومياً، فيبدأ الطفل بالشعور بثقل وطنين في الأذنين والذي قد يتطور إلى فقدان تام في السمع.

 الخلاصة:

 اصبحت المادة الإعلامية الموجة للأطفال من أخطر الصناعات الإعلامية في العصر الحالي وذلك لما تشهده اقبلا من طرف المستثمرين والشركات العالمية والتي أصبحت تدر هذه التجارة بملايين الدولارات بسبب انتشارها الواسع بين الفئات العمرية الصغيرة واليافعة وأصبح اعلام الأطفال يشهد تطورا بسبب عولمة الصوت والصور وانتشار القنوات الفضائية المختلفة.

ومن خلال ما سبق نجد أن هناك مخاوف حقيقة تجهلها الاسرة وان هناك من يأخذ دور المربي كبديل عن الاب والام وهذا بحد ذاته مصدر قلق ، وربما الدراسة اليابانية التي حذرت من اضرار العين التي تلحق بالاطفال يعد الاقل خطورة مقارنة بارتفاع الجريمة بسبب التعرض لوسائل الاعلام و الكسل العقلي وانعدام الايجابية واختفاء صفة البحث عن الاطفال ، فضلاً عن قلة ساعات النوم الامر الذي يؤدي إلى خلل في نمو الطفل ، وهذا الامر يدعو الاهل إلى متابعة الابناء ووضع ضوابط على وسائل الاعلام ومتابعتهم بشكل دقيق وعدم تركهم يأخذون ويكتسبون قيم دخيلة عليهم لها في المستقبل تداعيات اقل ما توصف بالخطيرة.  

وقد تبين أيضا من خلال الأبحاث التربوية أن وسائل الإعلام يمكنها أن تقوم بدور نشط في مجال التربية والـتـعليـم عن طريق الوسائل التي تمتلكها على المستوى السمعي أو المرئي أو الاثنين معا ،فكثير من البرامج يخدم المنهاج المقرر والأبحاث والمواد الدراسية والتعليمية في المراحل التعليمية المختلفة وتكون هذه البرامج مخططة ضمن النسق المنهجي ويقوم على إعـدادها تـربـويـون مـتـخـصـصـون وتُعرض ضـمـن فـتـرات زمنيـة تـتـيـح لطلاب المدارس أو المعاهد أو الجامعات مشاهدتها في أوقات محددة، وهناك برامج تحوي في مضمونها مـواد علمية في باب تعزيز ما ورد في مناهج التعليم في مراحل معينة ويستفيد منها الطلبة بشكل غير مقصود لأنها بر امح عامة وليست مقصودة بذاتها لأغراض التربية والتعليم .

المراجع: 

 ([1]) أحمد محمد زبادي واخرون , أثر وسائل الاعلام على الطفل , ط2,(عمان :الاهلية للنشر والتوزيع , 2000) ، ص 38-39

([2]) صلاح محمد عبد الحميد , الاعلام والطفل العربي ,(القاهرة : مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع , 2012 ) ص 22- 23- 24 

([3])صلاح محمد عبد الحميد, مرجع سابق، ص 23 .

([4]) أحمد محمد زبادي واخرون, مرجع سابق، ص 41- 42 .

([5]) ماري وين ، الأطفال والادمان التلفزيوني، ترجمة عبدالفتاح الصبحي، (الكويت: عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1990)،ص14.

[6])) علاد الدين محمد عفيفي،الأعلام وشبكات التواصل الاجتماعي العالمية،(القاهر:دار التعليم الجامعي،2015م)،ص155.

[7])) ماري وين، مرجع سبق ذكره، ص15.

([8])محمد حسن العامري،أثر الإعلان التلفزيوني على الطفل،(القاهرة:العربي للنشر والتوزيع،2011م)، ص155_156.

[9])) عبدالله زاهي الرشدان،التربية والتنشئة الاجتماعية،(عمان:دار وائل للنشر،2005م)،ص17.

[10])) محمد بيومي خليل،سيكولوجية العلاقة الأسرية،(القاهرة:دار قباء،2000م)،ص70.

[11])) فهد بن عبد الرحمن،التربية الإعلامية الرقمية،(الرياض:مكتبة الملك فهد الوطنية،2010م)،ص247.

[12])) عاطف لماضة، طفلك والهاتف المحمول،(القاهرة: دار الصحابة للتراث بطنطا للنشر والتوزيع،2009)،ص16.

[13])) فهد بن عبد الرحمن، مرجع سابق،ص253.