التربية
الاعلامية الرقمية هي مادة حديثة النشأة حيث بدء التدريس فيها في العام الدراسي
2016 – 2017 في كلية الاعلام في الجامعة العراقية و جامعة بغداد و على الرغم من
انها حديثة النشأة الا انها برزت في الساحة الميدانية و الساحة الثقافية الرقمية و
معنى الرقمية هو بعد انتشار وسائل الاعلام المتعددة كالتلفزيون و المحطات الاذاعية
و الصحف و المجلات و خصوصا انتشار الانترنت و ظهور مواقع التواصل الاجتماعي و
الشخصي و المجموعات البريدية والمنتديات و المدونات الرقمية و وسائل اخرى كثيرة
مما دعت الحاجة الماسة لوجود هذه المادة في حياة الطالب و لاسيما ان مجتمعنا هو
طور التطور حيث غزت العديد من المصطلحات اللغوية الساحة في السنوات الاخيرة بعد
الاحتلال الامريكي للعراق و خصوصا بعد دخول اجهزة الستلايت و الانترنت ساعد على
ظهور هذه المصطلحات و ايضا ظهور التطرف بشكل بارز حيث يعتبر التطرف افة المجتمع
بشكل عام حيث يؤدي التطرف الى ظهور افكار طائفية مما تؤدي الى تفكك المجتمع و تباعده
و خلق التفرقة بين الناس و هذا ما حصل و ذلك لغياب حس الوعي الحضاري بالتأثر
بأفكار الاخرين و عدم اخذها بنظر الاعتبار بأنها سوف تدمر مجتمعنا ما لم ندرسها و
لا ننسى ذكر المواقع الاباحية التي فتكت بالمجتمع و نشرت الفساد و خصوصا بين
الشباب الذين هم نواة المجتمع و هم بُناة المستقبل و بُناة الوطن و بُناة الجيل
الجديد و هنا يظهر الدور البارز و الحاجة الماسة الى وجود مادة التربية الاعلامية
الرقمية و يجب ان تكون التربية الاعلامية الرقمية مادة اساسية تدرس في المراحل
الابتدائية و صعودا الى الثانوية و ذلك لان الشاب تبدأ افكاره بالنضوج و التأثر
بأفكار الاخرين في هذه المرحلة من عمر الشاب حيث يجب ان لا تتأثر بشكل سلبي و انما
تتأثر بشكل ايجابي على سبيل المثال عندما يرى منشورا في موقع التواصل الاجتماعي
فيسبوك فأن هذا المنشور هو يمثل فكر الناشر و كان المنشور سلبي يحرض على الطائفية
و كان الشاب دارس مادة التربية الاعلامية الرقمية فأنه سوف ينقد صاحب المنشور
بصورة حضارية واعية و حكيمة و يمنع الاخرين من الوقوع و التأثر بأفكار صاحب
المنشور السلبي و انا تعلمت من خلال دراستي لمادة التربية الاعلامية الرقمية ان من
فوائد التفكير الناقد هو ان تفكيرك بشكل ناقد يجعلك اكثر صدقا مع نفسك و يساعدك
التفكير الناقد ان تتخيل نفسك في مكان الاخرين مما يعطيك امكانية تفهم وجهات نظر
الاخرين و ان تطور قدراتك على الاستماع اليهم بعقلية منفتحة حتى و ان كانت وجهات
نظرهم مخالفة لوجهات نظرك و التفكير الناقد يساعدك على استخدام عقلك بدل من
استخدام عواطفك و تستطيع تحديد مشاعرك و ربطها منطقيا مع افكارك و يساعدك التفكير
الناقد على صنع القرار الحكيم في الحياة اليومية و من خلال دراسة القرار الذي
ستتخذه في القيام بشيءٍ ما و التفكير على المدى البعيد لهذا القرار الذي ستتخذه و
ان ممارستك للتفكير الناقد تنمي قدرتك على المناقشة و الحوار مع الاخرين و التواصل
و التفاوض معهم هذه كانت نبذة عن ما قد يتعلمه الشاب من التفكير الناقد , و نأتي
الان الى استخدام الانترنت و تصفحه بصورة صحيحة حيث يقوم الناشر بوضع مواضيع جاذبة
للقارىء و تحتوي على افكار مبطنة او يقوم الناشر بالترويج لفكر خاطىء او سلعة ما
بدون ان تشعر بذلك فأنت بمجرد زيارتك لموقعه بدون التفاعل فيه فأنت مساهم كبير في
الترويج لأفكاره التي قد تكون مخالفة لأفكارك ...
هنالك
مقولة اعجبتني و قد وضعتها قاعدة في حياتي عند دراسة التربية الاعلامية الرقمية ( ليكن
لك كيانك و لا تمشِ مع القطيع ) استخدم عقلك في الحكم على شيء ما و لا تستخدم
عواطفك و لا تجعل ميولك يؤثر فيك يا عزيزي ...
ابراهيم صفاء جودي